لقيت الموسوعة الوطنية للخدمات الإنسانية إشادة عدد من الشخصيات من مسؤولين ورجال أعمال ومهتمين بالعمل الإنساني، حيث أكد الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان وكيل وزارة الشئون الاجتماعية المساعد وعضو الهيئة الإشرافية الاستشارية للموسوعة الوطنية للخدمات الإنسانية أهمية مشروع الموسوعة في دعم وتكريس الصورة الذهنية الطيبة لمملكة الخير والإنسانية في مختلف أرجاء العالم برصد وتوثيق العمل الإنساني السعودي في الداخل والخارج بما يؤكد بشكل علمي منهجي دور المملكة في هذا المجال ومدها يد العون لكل محتاج في مختلف أرجاء المعمورة . وقال وكيل وزارة الشئون الاجتماعية المساعد إن المملكة كانت ولا تزال أحد أهم دول العالم الداعمة لمسيرة العمل الإنساني، لافتا إلى أن الموسوعة الوطنية للخدمات الإنسانية ترصد التميز السعودي في هذا المجال من خلال ستة محاور يتناول الأول والثاني منها نشأة العمل الإنساني الخيري المنظم في المملكة، والعمل الإنساني الخيري السعودي خارج المملكة بما فيها المراكز الإسلامية والكراسي العلمية وحملات الإغاثة، فيما تتناول المحاور الثالث والرابع والخامس العمل الإنساني الخيري الحكومي والأهلي والخاص داخل المملكة. وأضاف وكيل وزارة الشئون الاجتماعية المساعد أن المحور السادس والأخير من الموسوعة يرصد أعلام العمل الإنساني الخيري بدءا من المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وأبنائه البررة الملك فيصل والملك خالد والملك فهد - يرحمهم الله ، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسمو النائب الثاني ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان ين عبد العزيز أمير منطقة الرياض، مرورا برواد العمل الاجتماعي الذين رشحتهم الدولة على المستويين المحلي والخارجي وانتهاء بأبرز الداعمين للعمل الإنساني الخيري في المملكة . الحرص على تفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية من جانبه قال الأستاذ عبد المحسن الحكير رئيس مجموعة الحكير للسياحة والتنمية: أعتقد على نحو واسع أن غالبية منشآت القطاع الخاص في المملكة حريصة على تفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية بشقيه الإنمائي والخيري، ومرجع ذلك هو حرص هذه المنشآت على الالتزام والتمسك بمبادئ إدارة الجودة الشاملة (TQM)، التي تنظر إلى المسؤولية الاجتماعية على أنها من أولى هذه المبادئ. وشركات ومنشآت القطاع الخاص لا تغرد خارج السرب، بل تعتبر نفسها مع شركات القطاع الحكومي جناحي قاطرة التنمية المستدامة في المملكة التي تسير بخطي واسعة نحو تحقيق الهدف المنشود وهو تحقيق المزيد من الرفاهية للمجتمع والدفع باقتصاد البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة. ولا شك أن ثقافة المسؤولية الاجتماعية متجذرة في منطقتنا العربية بحكم عامل التاريخ والدين والعادات الكريمة التي جُبل عليها أبناء هذه المنطقة، فثوابت ديننا تحث على التراحم والتعاون والتلاحم، كما أن شواهد التاريخ تؤكد على أهمية وجود علاقات اجتماعية قوية ومتماسكة بين أبناء المجتمع الواحد وهو ما نراه ونلمسه كل لحظة. إن شركات القطاع الخاص والعام -ولله الحمد- تعمل بشكل كبير على ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المجتمع باعتبارها ثقافة متأصلة في أفراد مجتمعنا، وذلك من منطلق ضرورة استثمار هذه الثقافة كي تتحول إلى ثقافة منظمة ومؤطرة تعمل وفق نظم مؤسسية متخصصة تنهض بمشروعات المسؤولية الاجتماعية. والحقيقة أن المسؤولية الاجتماعية لمنشآت القطاع الخاص في المملكة تنامت في الآونة الأخيرة لتتجسد على أرض الواقع في مبادرات تعددت تخصصاتها ومجالاتها بشكل يعزز قدراتها، كشريك لأجهزة الدولة في العملية التنموية المستدامة، ولا شك أن توجهات الدولة -حفظها الله- تصب في جانب ترسيخ ودعم مفهوم المسؤولية الاجتماعية في المجتمع والارتقاء بالعمل الخيري الإنمائي من أوجه عدة بما يعود بالفائدة على جميع فئات هذا المجتمع. ومن بالغ حرصنا على تفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، أبرمت مجموعة الحكير للسياحة والتنمية اتفاقية شراكة مع مجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض بهدف إطلاق مبادرة إعداد شباب المسؤولية الاجتماعية وذلك بتدريبهم وإعدادهم ليكونوا مسؤولين في أماكن تواجدهم، وذلك بغرس القيم والمبادئ الإيجابية بداخلهم، وتعمل هذه المبادرة على: تفعيل المبادرات الإيجابية في المجتمع، ونشر المبادئ السامية، وتعزيز السلوك الإيجابي تجاه البيئة والمجتمع والمعرفة، ودعم المبادرات الخضراء داخل الشركات والمؤسسات من خلال إعداد وتأهيل الشباب، واستثمار الشباب وتهيئته ليكون عنصراً فعالاً بناء، بجانب الإسهام في رفع اقتصاد المملكة لتكون إحدى الدول التنافسية من خلال إعداد واستثمار البشر. ولا يسعني هنا سوى الإشادة بالموسوعة الوطنية للخدمات الإنسانية باعتبارها بوابة معرفية وجهدا منظما للتعريف بالمسؤولية الاجتماعية ودورها المحوري في المجتمع السعودي، فهي عمل بحق يحتاج إلى ثناء وشكر القائمين عليها، كونهم يضيفون أبعادا جديدا لهذا النسق الخيري الإنمائي في مجتمعنا الكريم. شكرا لهم ووفقه الله إلى كل خير. عمل وطني عملاق وأكد الأستاذ فواز بن علي الغامدي عضو الهيئة الإشرافية الاستشارية للموسوعة الوطنية للخدمات الإنسانية وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية أن الموسوعة ستكون بمشيئة الله تعالى عملاً وطنياً عملاقاً يرصد إنجازات وإسهامات الوطن الغالي في مجال العمل الخيري والإنساني على مستوى الوطن والعالم ، وذلك من خلال محاورها الستة الرئيسية . وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية ستتولى الإشراف وتكوين الفرق العلمية والبحثية التي تضم خبراء ومتخصصين ذوي خبرات واسعة في مجال العمل الإنساني والخيري والتطوعي لإصدار الموسوعة في جزئها الأول . وبين الغامدي أن الموسوعة حال الانتهاء منها إن شاء الله تعالى ستمثل عملاً موسوعياً وإطاراً معرفياً ثرياً يضم بين جنباته مسيرة الخير والإنسانية التي ميزت هذا الوطن منذ نشأته على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله رحمةً واسعة وولاة الأمر من بعده من أبنائه الكرام البررة. واختتم الأستاذ فواز حديثه بأن الموسوعة ستكون إثراء للمكتبة المحلية والعالمية بمؤلف موسوعي موثق يكون مرجعاً للباحثين والكتاب والمؤلفين وجمهور القراء، والتعريف تفصيلا بمجالات وأنماط العمل الإنساني في المملكة والجهات التي تقف خلف هذه الأعمال والخدمات الإنسانية .