قد يفهم بعض القراء أننا نعني بكلمة (البندقية) تلك التي نصطاد بها الطير أو ما يتبع ذلك من سوء استخداماتها تجاه الإنسانية، فالبندقية هنا هي مدينة إيطالية يقام فيها حاليا أقدم بينالي عالمي مختص في الفنون الحديثة، تشارك فيه المملكة بإنجاز تشكيلي جديد معاصر قام على تنفيذه أختان مبدعتان إحداهما روائية والأخرى تشكيلية ورغم اختلاف سبل التعبير فقد جمعتا ما بينهما من قواسم مشتركة ليشكلا منها فكرة عالمية الفهم حجازية النشأة توصلا لتنفيذها بأسلوب جديد تحقق لهما به الوصول إلى هذا المحفل الكبير، هذا الحضور العالمي للمرأة سبقه أيضا حضور مماثل للرجال في بيناليات عربية وعالمية حققوا بتميزهم إضافة جديدة للإبداع السعودي، هذا الإنجاز الكبير الذي يمثله مشاركة المبدعتين (رجاء وشادية عالم) لم يأت مصادفة أو بجهد شخصي بقدر ما حظي بدعم كبير من مؤسسات ذات قيمة ثقافية واقتصادية أسهمت في رفع اسم المملكة عبر أحد روافد الثقافة نتيجة قناعة الرجال الذين وقفو خلف أقناع تلك المؤسسات لدعم إبداع أبناء وبنات وطنهم وأن لدينا من الإبداعات الثقافية ومنها الفنون التشكيلية ما ينافس من سبقونا على المستوى العالمي في وقت قصير بعد أن شعر المبدعين بمساحة حرية التحرك والتفاعل مع الجديد في هذه الفنون ليتجاوزوا بذلك حدود المعتاد إلى ما هو أبعد في سياق ما يحدث في العالم باعتبار أن المملكة جزء لا يمكن فصله أو عزله عن الآخر بقدر ما تشكل المملكة سيادة وقيمة ومقام بما تحظى به من حظوة وتقدير من قبل مختلف دول العالم نتيجة ما سعت وتسعى به حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الملك عبد الله وولي عهده والنائب الثاني بحكمة ودبلوماسية فرضت مكانة المملكة في قلوب الآخرين مع ما تحظى به من قدر وأهمية في قلوب المسلمين. هذا الواقع وتلك المكانة يمتد تأثيرها على المواطن كل في مجاله ومنهم المبدعين في جانب الفكر والثقافة فكان لهم مساحة من الحضور والمنافسة ولنا في الفن التشكيلي وبهذه المشاركة في بينالي البندقية وغيرها على المستوى العالمي ما يؤكد حجم الفرص التي أتيحت للفنانين والفنانات في المشاركات الدولية بعد أن منحوا الفرص تأسيس قاعدتهم التشكيلية المحلية رسميا واجتماعيا. من هنا ومن خلال صفحة الفنون الجميلة بجريدة الجزيرة نقدم التهنئة للزميلتين التشكيلية شادية والروائية رجاء عالم.. بمشاركة كل التشكيليين والمثقفين في الوطن ونبارك لهم هذه الخطوة العالمية التي رفعت مكانة الفنون التشكيلية.