صدر كتاب «يمكنك أن تكون مديراً» من تأليف د. عبدالله بن سليمان العمرو، قدم فيه الكاتب تجربة واقعية تعكس اطلاعا واسعا على نظريات إدارية عميقة ونظرة متفحصة في تجارب شخصية ومؤسسية ناجحة، ولم يجد أعظم وأنجح من تجربة قائد الأمة ورسولها وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام فاقتبس من حياته وتصرفاته وتوجيهاته قبساً من نور لعله يضيء عالم الإدارة فغاص في بحر النبوة واقتطف التجارب والشواهد من حياته وحياة الصحابة وبين أثرها على الفرد والمجتمع في قالب يحاكي الواقع الإداري المعاصر، ولقد اعتمد الكاتب في منهج كتابه على محاور أربعة مبنية على كتب ومراجع إدارية محلية وعالمية ركزت على ما يلي: المحور الأول: الشخصية/ المحور الثاني: العلاقات/ المحور الثالث: الإدارة/ المحور الرابع: التنظيم. ولقد أبحر في كل محور من المحاور حتى تظن أنه لن يكتب إلا فيه، وجاء كتابه ليضم في فصله الأول: صفات القائد وبدأه بقول أبوسفيان قبل أن يسلم: «ما رأيت من الناس أحداً يحب أحد كحب أصحاب محمد محمداً»، وقال لم تشهد الدنيا قائداً أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم جمع الله له من الصفات أنبلها ومن الخصال أسماها، نال رضا ربه ومحبة أصحابه فآثروه على أغلى ما يملكون، ذاب مع حبه حب الوالدين والأقربين. ثم تناول في الفصل الثاني: اختيار القادة وتحدث فيه عن نجاح تجربة الخلافة في الإسلام واختار الرسول صلى الله عليه وسلم للخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه لينوب عنه في الصلاة في حياته وفي خلافة الأمة خلافة راشدة بعد مماته، ثم طبق ذلك على واقع الإدارة الصحية. وفي الفصل الثالث تحدث عن الرسالة والرؤية وقال إن هناك نوعين من الرسالة أولهما رسالة شخصية ترسم شخصية الفرد وتحكم تصرفاته وهناك رسالة للمؤسسة والمنظمة التي ينتمي لها. وكان أبناء فريق العمل هو مادة الفصل الرابع وقال يجب أن تكون المعادلة بين العمل والعاملين متوازنة ومحددة بدقة وذلك لتحديد الرؤية وتطبيق الأهداف. أما مهارات التواصل فكانت مادة الفصل الخامس وذكر أن القدرة على التواصل أهم مقومات القائد وأحد أهم الميزات التي يتم تقيمها عند التوظيف وهذا ما يعزز الانتماء وبناء المجتمع داخل المؤسسة الصحية. وتناول في الفصل السادس: حرية التعبير وقال إن تخوف القائد من حرية التعبير تفقد المؤسسة الفرصة للإبداع والتطور. وفي الفصل السابع: تناول مبدأ التغيير وقال إن التغيير أحد التحديات التي تواجه القائد فالبعض يتحمل عناء التغيير ويواجه صعوبات أملاً في إيجابيات التغيير والبعض يحجم لأن التغيير في حد ذاته ليس هدفاً وإنما وسيلة لتحقيق إنجاز. ونأتي لمهارات التفويض وهو الفصل الأخير في الكتاب وذكر فيه أن المركزية سبب رئيسي في فشل نمو المؤسسات وتأخر تطورها. وفي النهاية يعترف المؤلف أن هذا الكتاب ليس شاملاً لجوانب الإدارة ولكن كان التركيز على قواعد أساسية في الإدارة من اختيار القادة وتهيئتهم ورسم الرؤية وتحديد الأهداف لأفضل الطرق لتحقيق تلك الأهداف من خلال فريق متماسك، مع وضع بعض الآليات لتقبل التغيير وتحفيز اللامركزية ومهارات التفويض.