(إن هذا الكتاب الذي يتحدث عن سيرة الملك الإنسان، أخي وقائد مسيرتنا جميعاً في هذه البلاد المباركة، ما هو إلا جهد قليل في مسيرة حافلة لشخصية وطنية وعربية وإسلامية وعالمية يندر وجودها في عالم اليوم، وإذا كان الرجال يعرفون في المواقف والأزمات، فقد عرف حفظه الله بوفائه، وشجاعته، في مواجهة الصعاب، وقدرته على الاعتراف بالخطأ والعمل على تصحيحه، وسهره على راحة شعبه، ودأبه في جمع كلمة الأمتين العربية والإسلامية). هذه الشهادة الوافية هي من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في تقديمه لكتاب (عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سيرة ملك.. ومسيرة إصلاح) أحدث اصدارات الدكتور عبدالعزيز محمد النهاري الذي ألفه بعد بحث وتحليل توخى فيه الحقيقة العلمية عن رجل عظيم استطاع بقوة ايمانه وسلامة سريرته أن يسطر صفحات خالدة من تاريخ هذه البلاد الطاهرة وأن يكسب بصراحته ومواقفه احترام العالم وقادته، وان يرسخ بنقائه ونظرته الثاقبة سلسلة من المبادىء الإنسانية السامية الداعية الى الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب. الكتاب جاء في مادته التحريرية في 259 صفحة من الورق المصقول متوسط الحجم مرفق به ملحق من الصور التي تحكي سيرة ومسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وجاء الكتاب في تسعة فصول. الفصل الأول: بعنوان : عبدالله بن عبدالعزيز الولادة والمنشأ تناول فيه تاريخ ولادة عبدالله بن عبدالعزيز والظروف التي صاحبت تلك المناسبة، اضافة الى نشأته وما صاحبها من مرحلة اكتمال توحيد البلاد وبداية مرحلة التأسيس كما تناول هذا الفصل مرحلة التعليم لدى عبدالله بن عبدالعزيز حيث كان معلمه الأول هو والده الملك المؤسس الذي تأثر به عبدالله كثيراً في مجالات الحكم والسياسة والادارة والقيادة، حيث تلقى تعليمه مع إخوته في مدرسة القصر وهي المدرسة الثانية التي انشئت في قصر الملك عبدالعزيز لتعليم ابنائه والتحق عبدالله بن عبدالعزيز بهذه المدرسة ، ويستمر هذا الفصل ليتناول ثقافة الملك عبدالله وتأثره بوالده والوضوح والصراحة في التعامل مع الآخرين والحسم في مواجهة المشكلات. الفصل الثاني: الفصل الثاني بعنوان الطريق الى القيادة ويتناول فيه المؤلف بداية ممارسة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لمسؤولياته ورئاسته للحرس الوطني حيث أسند اليه الملك فيصل رحمه الله مسؤولية تأسيسه وما هي الا سنوات قليلة حتى عكس الأمير عبدالله بن عبدالعزيز فراسة أخيه الملك فيصل من خلال الحركة التطويرية لذلك الجهاز العسكري المهم. كما يتناول هذا الفصل دور الأمير عبدالله في صناعة القرار السعودي من خلال موقعه الجديد الذي تولاه في عام 1395ه حين عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء وذلك ثقة من الملك خالد (رحمه الله) في قدراته. كما يتناول هذا الفصل أبرز جهود عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق هدف اجماع الكلمة العربية وانهاء الخلافات بين الأشقاء. الفصل الثالث: الفصل الثالث بعنوان الحرس الوطني دور عسكري وحضاري، ويتناول هذا الفصل مسيرة الحرس الوطني وبناء القوة العسكرية وتأسيس المدارس العسكرية والدور الحضاري للحرس الوطني وما عرف به الملك عبدالله عن حسه الوطني والعربي والإسلامي واسهامات الحرس الوطني في عملية التحضير والتوطين من خلال الاسكان والمدن الجديدة وفي التعليم حيث أصدر عبدالله بن عبدالعزيز امراً بإنشاء ادارة الثقافة والتعليم في الحرس الوطني. الفصل الرابع: هذا الفصل بعنوان ولاية العهد تحديات الداخل والخارج ويستعرض المؤلف هنا مبايعة العائلة المالكة للملك فهد بن عبدالعزيز ملكاً حيث أعلن رحمه الله في نفس اليوم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد ليكون ذلك بداية مرحلة جديدة فاصلة في تاريخ المملكة لما شهدته من تحديات جسام، كما يستعرض المؤلف في هذا الفصل انتهاء الطفرة النفطية وما واجهته أسعار النفط من انخفاض كبير كان له تأثيراً كبيراً في الاقتصاد السعودي، والسياسة النفطية، ويستعرض الدكتور النهاري هذه التحديات ويفصلها واحدة تلو الاخرى. الفصل الخامس: هذا الفصل بعنوان : (ولي العهد مهام كبرى) حيث يتناول هذا الفصل تداعيات الحادي عشر من سبتمبر وما فجرته من تحديات كبيرة للمملكة والتحرك السريع الذي قام به الملك عبدالله لإبراز الدور المحوري للمملكة كما دعم الملك عبدالله تحركات المسؤولين والمثقفين السعوديين لإبراز دور المملكة على صعيد السلام والأمن والاعتدال. ويتناول المؤلف بالتفصيل الشأن الاقتصادي وما يحتله من مكانة عالية والمجلس الأعلى للنفط وما يقوم به من دور في ترتيب شؤون وسياسات البترول في المملكة ووضع للسياسات النفطية للمملكة. الفصل السادس: بعنوان الملك عبدالله والاصلاح ويتناول هذا الفصل مسيرة الاصلاح ومفهوم الاصلاح الذي تبناه عبدالله بن عبدالعزيز وتعميق المشاركة الشعبية وتعزيز نهج الشفافية واقامة دولة المؤسسات. ويستعرض هذا الفصل نظام البيعة كخطوة جريئة من خطوات الاصلاح والبناء، اضافة الى ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والاصلاح الفكري المتمثل في طرح حوار جاد وشامل لمحاربة الغلو والتطرف والتعصب، ويدلف المؤلف الى الحديث في هذا الفصل عن الاصلاح الاداري والاصلاح القضائي والاصلاح الاقتصادي، والقضاء على البيروقراطية وتفعيل دور المرأة. الفصل السابع: بعنوان الملك عبدالله السياسي ورجل الدولة يتناول هذا الفصل أبعاد الفكر السياسي لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ذلك الفكر القائم على القراءة الواعية لمستقبل العالم الذي نعيشه ويستعرض المؤلف في هذا الفصل الدوائر السياسية في فكر الملك عبدالله ومنها الدائرة الخليجية والدائرة العربية والدائرة الاسلامية والدائرة الدولية. الفصل الثامن: ويجيء الفصل الثامن بعنوان التغيير والانفتاح حيث لم تكن فكرة التغيير أو التطوير أو الاصلاح بعيدة عن تطلع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكانت البداية في جانبها الثقافي في مهرجانات الجنادرية السنوية. ويقدم المؤلف أمثلة ونماذج لفكر الملك عبدالله المتفتح ودعمه المتواصل للاعلام. الفصل التاسع: يختتم المؤلف دكتور عبدالعزيز النهاري هذا الاصدار القيم بهذا الفصل الذي عنوانه (الملك الإنسان) مستعرضاً بعضاً من سمات ملك الانسانية وحياته الزاخرة بالأعمال الجليلة والمبادرات الحافلة حيث يصل المؤلف الى حقيقة ان (من الصعوبة بمكان حصر مثل تلك المواقف في نموذج معين أو تحديدها في اطار محدد انها مواقف عفوية تأتي في لحظتها دون تكلف ولا وضع توقيت لها وانما تصور بداهة بدافع حس إنساني رفيع وتلقائية مواتية بحسب المناسبة التي تجرى دون افتعال للحدث). وبعد: فهذا عرض موجز ولكن الذي يمسك بالكتاب لا يملك إلا أن يغوص في أعماقه فهو يتحدث عن شخصية فذة وفريدة تستحق المتابعة في نهجها التاريخي وسيرتها الخالدة وهي متابعة قدمها د. النهاري بأسلوب مبسط وجذاب يجذب القارىء.