تحتفل المملكة العربية السعودية بالذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -؛ حيث مضت ست سنوات على تلك البيعة المباركة، حققت المملكة خلالها قفزات تنموية هائلة، كان من أهم أولوياتها نشر التعليم والاستثمار الأمثل في بناء العقول البشرية المتسلحة بالعِلْم والإيمان، وقد تم ذلك من خلال افتتاح عشرات الجامعات والكليات في مناطق المملكة المختلفة، وزُوِّدت تلك الجامعات بما يعزز ويطور من برامجها التعليمية، كما عملت تلك الجامعات على استقطاب أعداد كبيرة من أعضاء هيئة التدريس المميزين لمواكبة متطلبات التعليم الحديثة وزيادة قدرة الاستيعاب لديها، كما تم في هذا السياق استحداث برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي عمل على ابتعاث عشرات الآلاف من الطلاب للدراسة في الخارج وفي مختلف التخصصات العلمية ومن مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها؛ ليشهد بذلك هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - أعظم نهضة تعليمية في تاريخ البلاد، كما تُوِّجت جهود الملك العادل لتطوير التعليم بافتتاح المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، الجامعة التي أبهرت العالَم بسرعة التنفيذ ودقة الإنجاز؛ لتحدث تلك الجامعة نقلة نوعية وكمية في تطوير تعليم المرأة في بلادنا الحبيبة. كما أن المسيرة التنموية الشاملة التي قادها الملك عبد الله بن عبد العزيز - رعاه الله - بكل أمانة واقتدار شملت مختلف القطاعات؛ حيث شهدت المملكة العربية السعودية العديد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد الوطن، وفي مختلف قطاعات التعليم والصحة والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، كما امتدت إنجازاته أيضاً إلى خارج الوطن؛ حيث تمثلت في مبادراته وإسهاماته المتميزة ومواقفه الثابتة وجهوده الموفَّقة في توثيق وتقوية علاقات المملكة بدول العالم، وفي جميع المجالات؛ حيث تمكَّن الملك عبد الله بن عبد العزيز بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأنَيْن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وأصبح للمملكة وجود فاعل وقوي في مختلف المحافل الدولية، كما أصبح للمملكة صوت مؤثر في صناعة القرار العالمي. إن هذه الذكرى العزيزة لتشعرنا بالفخر والاعتزاز، وتدفعنا للعمل الصادق لنثبت للعالَم أجمع أن المواطن السعودي قادر على تحمُّل مسؤوليته والمشاركة الفاعلة في دفع عجلة التنمية في بلادنا الحبيبة إلى الأمام. نسأل الله - جلَّت قدرته - أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه، إنه سميع مجيب. (*) الرياض