يستعد مجموعة من الشباب والشابات السعوديين لزيارة جمهورية البرازيل الاتحادية الشهر المقبل للمشاركة في فعاليات منتدى الشباب السعودي البرازيلي الذي تستضيفه البرازيل خلال الفترة من 25-6 وحتى 5-7-2011م, وتأتي هذه الزيارة واللقاءات التفاعلية الحضارية مع دول العالم المختلفة في إطار ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية واستثماراً وإبرازاً لدور الشباب ومساهمتهم في التواصل الحضاري مع الثقافات والشعوب المختلفة، وتأتي هذه الزيارات واللقاءات تفعيلاً وانسجاماً مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات المختلفة والتي لاقت قبولاً عالمياً واسعاً على المستويين الرسمي والشعبي. وسيتركز اللقاء المرتقب حول محور أساسي هو (إدارة الحشود وتنمية العشوائيات). وفي هذا السياق نظمت وزارة الخارجية ممثلة في معهد الدراسات الدبلوماسية أمس الاول برنامج ورشة عمل للمشاركين في منتدى الشباب السعودي البرازيلي والذي تستضيفه البرازيل واكدت الورشة اهمية بناء جسور التواصل وفتح قنوات الحوار مع الشعوب الأخرى وعكس الصورة المشرقة للمملكة ومساهمتها الفاعلة في الحضارة الإنسانية ودعم جهود تنمية المجتمعات على نطاق العالم. وقال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف السعدون إن هذا المنتدى يأتي تجسيداً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والحضارات المختلفة وسعيا نحو تطوير ودعم العلاقات الثنائية الاقتصادية والثقافية والسياسية بين المملكة ودول العالم وذلك عبر استثمار حماس الشباب السعودي وإصراره على مواجهة التحديات وإتاحة الفرصة له للتواصل الحضاري مع شباب العالم وتفعيل دوره في نشر الصورة الإيجابية عن المملكة. وتطرقت الورشة لمحاور متعددة حيث تناول الدكتور عبدالرحمن بن محمد السلطان عبر محور «الطاقة والبيئة(دور المملكة في سوق الطاقة العالمي ومساهمتها في قضايا البيئة وقال ان المملكة تلعب دوراً ملموساً في خارطة الاقتصاد العالمي من خلال موقعاها كأكبر مصدر للنفط واحد المصادر الرئيسة في امدادات الاسواق هذا بخلاف مواقفها المشهودة تجاه المجتمع الدولي وذكر ان البرازيل احدى الدول المنتجة للوقود الحيوي وهو احد الطاقات البديلة للنفط وقال د. السلطان ان المملكة نظرت إلى مصادر الطاقة البديلة بنظرة اقتصادية حكيمة تتجاوز المصالح الذاتية الضيقة إلى المصالح الاقتصادية العالمية ودائماً ما تكون في صف سلامة وامن البيئة العالميين. من جانبه تناول الدكتور صالح بن محمد الخثلان والدكتورة مرام بنت عبدالرحمن مكاوي عبر محور حقوق الانسان عدداً من المحاور واكد الخثلان ان قضية حقوق الانسان في المملكة تشهد تطوراً مؤسساتياً حيث توجد بها جهتين معنيتين بمتابعة حقوق الانسان هما الجمعية الوطنية لحقوق الانسان وهيئة حقوق الانسان، وقال ان عبارة حقوق الانسان اليوم اصبحت من المفردات الاكثر تداولا وشيوعا على مستوى المجتمع مما يشير إلى ارتفاع وعي فئات المجتمع المتعددة بهذه القضية مشيراً إلى ان ديوان المظالم يمثل أيضاً احدى الجهات التي تٌعنى بهذا الهدف من خلال اعادة حقوق المواطن وانصافه امام الجهات الرسمية والمؤسسات الحكومية. من جانبها تناولت الدكتورة مرام مكاوي صورة المرأة السعودية في الاعلام الغربي وقالت ان صورتها تتعرض كثيراً للتشويه رغم وجود سيدات سعوديات حققن انجازات متنوعة على المستوى العالمي مؤكدة على ان الاعلام الغربي يتعاطى مع موضوع المرأة بتحيز. وفي محور (مواقف المملكة من القضايا الاقليمية والدولية «تناول الدكتور محمد بن إبراهيم الحلوة جهود ومواقف المملكة تجاه العالم والمجتمع الدولي وقال ان المملكة تمثل نموذجا للدول القانعة التي لا تتدخل في شؤون الآخرين وليس لها أي اطماع أو مصالح توسعية أو رغبة في النفوذ وانما القنوع بالامكانات ودعم التنمية والمساهمة في تحقيق الامن والاستقرار العالميين ونوه الحلوة باهمية موقع المملكة كمركز وثقل للعالم الاسلامي لاحتضانه الحرمين الشريفين ومدى اهمية هذا البعد. وعبر المحور الرابع للورشة استعرض الدكتور على بن محمد القرني التواصل والحوار في السياقين الوطني والعالمي ودور الاعلام في هذا الاطار. من جانبه اشار الدكتور المهندس سامي برهمين الامين العام لهيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ان اختيار محور ادارة الحشود وتنمية العشوائيات للمنتدى المقبل جاء في سياق استثمار الخبرات المتبادلة للدولتين المملكة والبرازيل فالمملكة تملك خبرة واسعة اكتسبتها في ادارة الحشود خلال تنظيم الحج والبرازيل تملك خبرة في تطوير العشوائيات ونتمنى الاستفادة والافادة في هذا المجال. وفي نهاية الورشة جرى نقاش مفتوح بين المشاركين ركز على اهمية فتح باب الحوار مع الآخر وتم تكريم كل من الدكتور يوسف السعدون وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية وسفير جمهورية البرازيل الاتحادية في المملكة سيرجيو لويز كانيز. يذكر أن الشباب المشاركين في منتدى الشباب السعودي البرازيلي سيقومون على هامش المنتدى بزيارة العديد من المرافق العامة والجامعات البرازيلية.