قال معالي وزير النقل جبارة بن عيد الصريصري إن ما تحقق للمملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- من إنجازات تنموية كبيرة شملت مختلف القطاعات وخصصت لتنفيذها مبالغ طائلة كانت في مستوى الطموحات. وأوضح أن المسيرة التنموية التي قادها رعاه الله بكل أمانة واقتدار شملت مختلف القطاعات على المستوى المحلي، وامتدت إنجازاته أيضا إلى خارج الوطن تمثلت في مبادراته وإسهاماته المتميزة ومواقفه الثابتة وجهوده الموفقة في توثيق وتقوية علاقات المملكة بشقيقاتها من الدول الخليجية والعربية والإسلامية في جميع المجالات. جاء ذلك في كلمة لمعاليه بمناسبة الذكرى السادسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين وتوليه أيده الله مقاليد الحكم فيما يلي نصها: تحل علينا هذه الأيام ذكرى مرور ست سنوات على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في هذا البلد المعطاء، هذه السنوات التي تميزت بإنجازات تنموية عملاقة وبرامج تطويرية طموحة اتسمت بالشمولية والاتزان ورفعت من شأن الوطن ووفرت للمواطن سبل العيش الكريم في ظل استتباب الأمن والاستقرار ولله الحمد. هذه المسيرة التنموية المباركة التي قادها - حفظه الله -بكل أمانة واقتدار شملت مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والصناعية والنقل والمواصلات وغيرها، إلى جانب القرارات والتوجيهات والتعليمات التي صدرت خلال فترة حكمه بينت عمق الترابط والتلاحم بين القيادة والشعب وأظهرت ما يكنه لهم -حفظه الله - من محبة واهتمام، كما أن هذه المسيرة أدت إلى تعزيز ونمو الجانب الاقتصادي وتنوع قاعدته وزيادة الاستثمارات وجذب رأس المال الوطني والأجنبي. ولم تقتصر إنجازاته - حفظه الله - داخل حدود الوطن بل امتدت إلى خارجه تمثلت في مبادراته وإسهاماته المتميزة ومواقفه الثابتة وجهوده الموفقة في توثيق وتقوية علاقات المملكة بشقيقاتها من الدول الخليجية والعربية والإسلامية في جميع المجالات ودعم وحدتها والرفع من شأنها ونصرة قضاياها في المحافل الإقليمية والدولية إلى جانب مواقفه المعتدلة والثابتة في القضايا التي يتم مناقشتها في المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية التي عززت دور المملكة العالمي سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى جهوده في تعزيز حوار الحضارات والثقافات واتباع الأديان من خلال تعميق المعرفة والاتصال بالآخرين وبناء قاعدة الاحترام المتبادل بين الشعوب لما فيه مصلحتهم. ومواقفه الإنسانية النبيلة ومساعداته للكثير من الدول التي واجهت ظروفاً اقتصادية أو كوارث طبيعية. إن ما تحقق للمملكة العربية السعودية حتى اليوم من إنجازات تنموية كبيرة شملت مختلف القطاعات وخصصت مبالغ طائلة لتنفيذها كانت في مستوى الطموحات. ففي قطاع الطرق والنقل الذي يعد أحد أبرز القطاعات التي أسهمت في ربط مدن ومحافظات ومراكز المملكة كافة بعضها ببعض ونشرت التنمية في جميع صورها ومجالاتها وانتشارها في هذه المناطق وحظي بدعم واهتمام كبير بلغ مجموع ما نفذ من طرق حتى الآن ما يزيد عن (58) ألف كيلومتر طرقا سريعة ومزدوجة ومفردة و(135) ألف كيلومتر طرقاً زراعية ممهدة، إلى جانب ما يزيد عن (19) ألف كيلومتر يتم تنفيذها حالياً في مختلف المناطق. أما في مجال النقل فبلغ مجموع ما أصدرته الوزارة من تراخيص لأنشطة النقل البري المختلفة ما يزيد عن (98) ألف ترخيصاً شملت الأجرة العامة, وتأجير السيارات, وترحيل ونقل الركاب, وترحيل ونقل البضائع, ونقل المعلمات, والنقل المدرسي، كما بلغ عدد تراخيص مزاولة أنشطة النقل البحري ما يزيد عن (32) ألف ترخيص شملت السفن والوكالات البحرية ومراكب الصيد والنزهة. وتعمل الوزارة على تحديث مختلف أنظمة ولوائح هذا القطاع بما يتواكب مع المستجدات التي نعيشها اليوم, كما تقوم الوزارة وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على تطوير النقل العام داخل المدن من خلال وضع الخطط والدراسات ووسائل النقل المناسبة التي ستنفذ على مراحل. أما قطاع الموانئ الذي يعد عصب الاقتصاد لأي دولة فقد نال نصيبه من الاهتمام والعناية حيث يوجد بالمملكة أكبر منظومة للموانئ الحديثة في المنطقة بلغ عددها تسعة موانئ تجارية وصناعية يتم من خلالها مناولة حوالي (95%) من صادرات وواردات المملكة وتشهد هذه الموانئ توسعات ضخمة في مرافقها ومعداتها ومنشآتها المختلفة. واستطاعت هذه الموانئ في عام 2010م فقط من مناولة ما يزيد عن (154) مليون طن من البضائع الواردة والصادرة للمملكة، وحصلت بعض هذه الموانئ الرئيسة على مراكز متقدمة في الإدارة والكفاءة نالت على أثرها عدد من الجوائز الدولية. وفي مجال الخطوط الحديدية شهدت الشبكة الحالية مجموعة من الخطط التطويرية في البنية التحتية والفوقية للشبكة شملت ازدواج الخط الحديدي المخصص لقطارات الركاب ونقل مسار بعضها خارج النطاق العمراني مع إنشاء الجسور والعبارات التي ستسهم في تسهيل سير القطار، إضافة إلى إنشاء مركز التحكم الآلي لتنظيم حركة القطارات، وتوفير الخدمات الإلكترونية في الحجز وشراء التذاكر ودعم أسطول المؤسسة بقاطرات وعربات حديثة، وتجهيز ساحات تجميع وتحميل الحاويات، إلى جانب الأنظمة والإجراءات التي اتخذت لتسهيل أداء المؤسسة بما يواكب التطورات والمستجدات الحديثة، كما يشهد هذا القطاع برنامج توسعي كبير ليواكب ما تعيشه البلاد من تطور ونمو في مختلف المجالات تمثل في مشروع قطار الشمال - الجنوب الذي ستقوم شركة (سار) قريباً بالبدء بتشغيل المرحلة الأولى منه بطول (1384) كيلو متر والمخصص لنقل المعادن من مناطق الإنتاج إلى مناطق التصنيع والتصدير في ميناء رأس الزور، أما المرحلة الثانية والتي تربط الرياض بالقصيم بحائل حتى الحدود الأردنية بطول (1400) كيلو متر فسوف تنتهي الشركة من تنفيذها في نهاية عام 2013م. ومشروع قطار الحرمين السريع للركاب الذي يبلغ طوله (450) كيلو متر ويربط كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة قطع مراحل متقدمة في تنفيذ البنية الأساسية لمساره، وبدأ العمل في بناء محطات الركاب المخصصة له. أسال الله جلت قدرته أن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعونه وتوفيقه للقيام بأعبائه ومسؤولياته الجسام وأن يوفق عضده وساعده الأيمن سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يديم على هذه البلاد الأمن والرخاء إنه تعالى سميع مجيب.