(الفضيلة مثل العطور الثمينة، التي تنشر رائحة زكية أكثر عندما تحرق أو تسحق) - حكمة عالمية - لا أحب سقوط الفنانين والمثقفين أشعر به حالة من التقزز، فالفنان الذي يسقط عنه قناعه يعطيك إحساسًا بأنه استغفلك مع سبق الإصرار والترصد. لم يكن جاهلاً أو قليل الإدراك حتى تتغير مبادئه وقناعاته بل هو شخص مسؤول على عاتقه رسالة مهمة هو مسئول عن أدائها في المجتمع. الفنان الذي يرى أمامه جثث القتلى لا يجب أن يدينهم لأنه يريد أن يرضي أيًّا كان من الأفراد أو الحكومات. الفنان سواء كان كاتباً أو ممثلاً أو مخرجاً أو مطرباً هو صاحب موهبة أنعم بها عليه الخالق فكما يعطيه الجمهور الإعجاب والحب عليه أن يعطيهم الصدق. لا جدوى لبث المبادئ دون إيمان بها ولا القيم دون تطبيق لها. في الأحداث الدامية لسوريا سقط عدد من الفنانيين السوريين الذين لم يقفوا مع الشعب الذي يموت وتداس كرامته. المفاجأة أن الفنان دريد لحام كان على رأسهم، فبدلاً من أن يواجه الحملة الإعلامية التي انتقدت زيارة القذافي لمنزله عام 2008م وصف الجماهير بصبية الفيس بوك ولم يكن ذكيًا مثل الفنان عادل إمام الذي بادر إلى الدفاع عن نفسه وإيضاح موقفه من السلطة حينما أشيع تأييده للنظام المصري. أنت كجمهور لا تعرف من الصادق ومن المزيف أنت تقيس على موقفهم وسلوكهم العام تجاه أزمة بلادهم. دريد لحام وكلماته التي لا تنسى عن ظلم الشعوب في مسرحياته ومسلسلاته الدرامية والكوميدية يوافق هو وعدد من الفنانيين السورين على سياسة النظام الحالي الذي يدعو بأنه ينفذ الإصلاح بل ويعد بتأييده في مسيرته الإصلاحية بينما مئات السوريين يموتون ويسجنون يومياً. الإعلام المصري قام بخطوة واضحة في إقصاء الفنانيين السوريين المناهضين لثورة الشعب السوري ومنعهم من التمثيل في الأعمال المصرية. سقوط الفنانين مؤلم لأنك لا تخسر الفنان الذي أحببت بل خسرت رمزاً كبيراً لا يجب أن يهزم. [email protected]