بمناسبة ما أصدره خادم الحرمين الشريفين - وفَّقه الله- وأعلن في وسائل الإعلام المختلفة من وجوب احترام أحكام الشرع المطهر واحترام العلماء الذين هم ورثة الأنبياء واحترام سلف هذه الأمة وأئمتها والأخذ على يد من يخالف ذلك ومعاقبته بما يردعه ويزجر غيره. وذلك أمر لا يُستغرب من ولي أمرنا - خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- وهو الذي أمر الله به ورسوله وسار عليه ولاة أمور المسلمين. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59)، وهذا هو الذي سار عليه ولاة أمور هذه البلاد - رحمه الله أمواتهم وحفظ أحياءهم ووفّقهم- منذ قيام الدولة الأولى في هذه البلاد على يد الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود ممتثلين بذلك أمر الله وسائرين على منهج من سبقهم من أئمة المسلمين، وهذه البلاد لا شك أنها القدوة للعالم الإسلامي ما دامت متمسكة بهذا الأصل، ولقد أقرَّ أعيننا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- بهذه القرارات وأثلج صدورنا وخصوصاً أنه قد وضع حداً للتجاوزات بمحاسبة أصحابها ومجازاتهم بما يستحقونه من عقوبة رادعة، وإننا لنرجو إذا كانت المخالفة في أمور شرعية تمس الدين في عقيدته وأحكامه أو تمس أحداً من العلماء أن يحال النظر فيها إلى المحكمة الشرعية أضمن للعدل وعملاً بقوله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ} (المائدة: 49)، {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ} (النساء: 105)، فالشرع مطهرة وهو يرضي الجميع. وختاماً نسأل الله أن يجزي خادم الحرمين خير الجزاء وأن يوفّقه لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وآل وصحبه.