رحل كما يرحل الكبار بسلاسة وهدوء وبلا ضجيج، فقد سلم الروح لخالقها يوم الأحد الموافق 17-4-2011 إنه (سعد المقرن) -رحمه الله- كان كسحابة ممطرة فصادفت وفاته يوماً ممطراً، فشخصيته أسرت القلوب بمآثره الخالدة وأعماله الخيرة فقد أثرى مشواره وأغنى مسيرته ودعم وأرشد وساند ببصيرته وخبرته وحنكته وعلاقاته الواسعة كم أسعد ذاك (السعد) من حوله وغمرهم بعطفه وأغرقهم بكرمه، لقد مدّ ما تجود به يمناه لمن سأل ومن لم يسأل، كم فرج من كربة ووسع على معسر. كان شهماً ذا مروءة احتضن الأيتام وكان لهم كالأب الحنون ومدّ يد العون للأرامل لمجابهة نوائب الدهر، جمع بين كرم النفس وحب التواضع مع طيب السجايا، فلم يضع البلسم على الجراح فحسب بل ضمدها، فهو كشجرة باسقة طيبة، إذا نظرت إليه أرى صورة والدي -رحمه الله- تتجسد فيه وأتذكر مآثرهما معاً وبصماتهما الخالدة ولكن الطيبين وإن توارت أجسادهم تحت التراب ذكراهم تبقى ويأنس بها القلب بعد رحيلهم. لم يمنعه مع عاناه جسمه من ضعف منذ سنين من عيادة المريض وصلة الرحم، كان يتحامل على نفسه ومرضه وكبر سنه ويغدو ليعود المريض ويصل البعيد قبل القريب ويسأل عن الصغير قبل الكبير ويمسح رأس اليتيم، سخره الله تعالى لمن حوله، لهذا من عرفه بكاه بحسرة، رجالاً كانوا أو نساءً وخير شاهد الجموع الغفيره التي شهدت جنازته، فهنيئاً له بدعوات الصالحين في ظلمات الليل، و مما يفرح القلب ويثلج الصدر أنه خلّف إرثاً عظيماً وهو ذريته الصالحة ومحبة الناس.. فعزائي لأهله ولنا جميعاً ولكل من عرفه فهو حقاً والد الجميع. أدعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويثيبه على ما قدم ويجزيه خير الجزاء، وأسأله تعالى أن يكون بصحبة والدي بالفردوس الأعلى وجميع موتى المسلمين، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.