تُعَدُّ القدرة على علاج أمراض الجهاز البولي دون الحاجة إلى التدخل عن طريق الشق الجراحي من أهم التطورات في جراحة المسالك البولية في الثلاثين عاماً الأخيرة، وقد تحقق ذلك بفضل التطور الكبير في المناظير الضوئية للمثانة والحالب والكلية، الذي ساعد على تشخيص وعلاج الكثير من أمراض الجهاز البولي كالحصوات والأورام. ولمنظار المثانة نوعان رئيسيان: منظار المثانة الصلب، وهو الذي يحتاج إلى مخدِّر عام، والآخر هو منظار المثانة المرن عن طريق الألياف الضوئية، وهو واحد من أهم التحديثات في مجال المناظير لأسباب عدة، أهمها: 1- أنه يمكن إجراؤه بمخدِّر موضعي، وفي عيادة المسالك البولية. 2- يمكن للمريض متابعة المنظار ورؤية ما يحدث وفَهْم حالته جيداً، وكذلك ما تم عمله من إجراء له. 3- يقوم المريض بالانصراف من العيادة في الحال، والذهاب إلى عمله أو منزله. وهناك منظار المثانة العلاجي، ومن أهم استخداماته استخراج الحصوات من المثانة أو مجرى البول، ويُستخدَم أيضاً لتوسيع ضيق مجرى البول أو لإدخال قسطرة في الحالب. ولدينا أيضاً منظار الحالب الذي يُستخدم في العديد من الأغراض التشخيصية والعلاجية، ولكن أهم استخدام له هو استخراج الحصوات من أسفل الحالب، ويتم ذلك عن طريق تخدير المريض بالمخدر الكلي، ثم إدخال منظار الحالب عن طريق مجرى البول إلى المثانة ثم إلى الحالب المراد استخراج الحصوة منه، سواء الأيسر أو الأيمن، فإذا كانت الحصوات أقل من 8 ملم تستخرج كاملة بدون تفتيت، وإذا كانت الحصوات أكبر من 8 ملم يتم تفتيتها عن طريق الموجات فوق الصوتية أو الليزر ثم استخراجها قطع صغيرة من الحالب. والآن سنعطي نبذة مختصرة عن واحد من أهم التطورات في جراحة المسالك البولية، وهو استئصال البروستاتا بالمنظار: فقد قلَّل استئصال البروستاتا بالمنظار كثيراً من المضاعفات التي كانت تحدث مع الأساليب الجراحية الأخرى كالنزيف، وقلَّل من فترة بقاء المريض في المستشفى، إضافة إلى استعمال المنظار في استئصال ومتابعة أورام المثانة مع ترك المثانة في محلها؛ ما جنَّب المرضى الكثير من المشاكل التي كانوا يعانونها في حالة استئصال المثانة بالكامل عن طريق الجراحة. وحدة جراحة المسالك البولية والتناسلية