- بمجرد تأهل الوحدة لنهائي كأس ولي العهد سارع أضداد الأزرق ومن مواقفهم العدائية تشهد عليهم وتدينهم وتفضح مشاعرهم السلبية تجاه الزعيم لمحاولة إيهام الهلاليين بأن نتيجة النهائي محسومة والتتويج بكأس ولي العهد مسألة وقت، وأن ذهابهم لملعب الشرائع لا يعدو كونه نزهة ومناورة يليها تقلدهم الذهب والعودة للرياض بكأس البطولة. - وجوه مألوفة اعتادوا حشر الهلال بما لا ناقة له ولا جمل به، والحديث عنه بطريقه يشمئز منها المحايد وأقلام معروفة لم يتركوا فرصة إلا ونالوا من الزعيم، وقللوا من جدارته وشككوا بإنجازاته عبر كل وسيلة متاحة، و ملأوا بصراخهم وضجيجهم إستديوهات القنوات الفضائية للنيل من الهلال وتجريده من تميزه وتفوقه ونذروا أنفسهم للدفاع عن أي طرف وبأي قضية، ما دامت مرتبطة بالأزرق أصبحوا بقدرة قادر يؤمنون بقدرة الهلال على حسم النهائي ويؤكدون بشكل لا يقبل الجدل بأنه البطل المنتظر لكأس ولي العهد في محاولة لتخدير الهلاليين وتكريس القناعة لدى نجومه بأن الفوز على المنافس حتى لو كان بحجم الوحدة العريق بمتناول اليد. - نفس الأسماء وذات الوجوه هي نفسها من انبرى للمطالبه نيابة عن الوحداويين لإقرار ملعب الشرائع كمكان للنهائي بحجة أن أهل مكة يستحقون أن يعيشو اجواء النهائيات، ولو كان الطرف الآخر غير الهلال وصدر نفس القرار لتغيرت قناعاتهم واختفت مبرراتهم، وربما لن يخجل غالبيتهم لانتقاد القرار وهم ذاتهم من كافح ونافح وحاول وجاهد لإجهاض فكرة الاستعانه بطاقم تحكيم أجنبي بذريعة أن المواجهة فرصة لإعادة الثقة بالصافرة المحلية، وأن اللقاء لن يسبقه شحن إعلامي وجماهيري مماثل لما يسبق عادة الدربيات وكلاسيكو الكرة السعودية لحاجة بنفوسهم وأملا أن يكون تواجد الحكم المحلي فرصة لممارسة الضغوط والتأثير على قراراته وهز ثقته بنفسه ولثقتهم أن وجود الحكم الأجنبي سيسقط من ايديهم أهم الأوراق التي يمكن أن يسخروها للحد من الفوارق الفنية والمهارية باعتبار أن الحكم الأجنبي لن يستمع لصراخهم ولا تباكيهم وأكاذيبهم ولن تفلح معه إسطوانة الدلال التحكيمي المملة والمكررة، واللتي عشعشت برؤوسهم وتحكمت بإطروحاتهم وأصبحو كالببغاوات يرددونها دون أن يقدموا معها ما يثبت صحة ادعائهم. - على الهلاليين إن ارادوا تجاوز حاجز الخمسين إنجازا والمحافظة على لقب كأس ولي العهد وإسعاد الرقم الصعب أن لا يكترثوا بما يردد ويتداول، وأن يدركوا أن لدى الوحداويين نفس الطموح والرغبه ودافعيتهم بالتتويج أكبر وكافة الأجواء والظروف المحيطة بالمواجهة ستمنحهم المزيد من الثقة وتحفزهم للفوز. - ولابد للهلاليين من اليقين بأن كرة القدم تؤول نتائجها غالبا لمن يتعامل معها بجدية وإصرار، وأن أي فوارق فردية تتلاشى وتتضاءل إذا لم تسخر الإمكانيات الفنية والمهارية بشكل جماعي بعيدا عن الفردية والثقة المفرطة، وفي تاريخ كرة القدم دروس وعبر يجب أن يعيها نجوم الهلال ويستفيدوا منها قبل أن تقع الفأس بالرأس، ويجدوا أنفسهم وقد وقعوا ضحية الاستهتار بالمنافس وعدم توخي الحذر واستشعار قدرته على الحسم وتحقيق حلم طال انتظاره لأكثر من خمسة وأربعين عاما. - على الطرف الآخر يجدر بنجوم الفرسان الإيمان بقدراتهم والثقه بمقدرتهم على مقارعة الزعيم واستثمار الفرصة لإعادة امجاد الوحدة وعراقتها وتجديد ذكريات الماضي وإسعاد أهل مكة فنتيجة النهائي معلقة لا يمكن الجزم بأنها ستؤول للهلال والفرص متكافئة واحتمالية التتويج بكأس ولي العهد متاحة. - بتاريخ كرة القدم مباريات حسم كانت قبلها الترشيحات بالفوز تتجه نحو طرف على حساب الآخر إلا أن محصلتها كانت مغايرة وبشكل غير متوقع على الإطلاق وخيبت توقعات الجماهير والنقاد ففوز المنتخب الأمريكي لكرة القدم على نظيره الأسباني في نصف نهائي كأس القارات المقامة في جنوب افريقيا وتفوق الولاياتالمتحدة على إنجلترا بكأس العالم 1950 على أرض ملعب إستاد الاستقلال بالبرازيل، وتخطي السنغال في أول تأهل لها للمونديال لفرنسا بطلة العالم واوربا ببطولة كأس العالم 2002 و تتويج المنتخب اليوناني بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004 التي أقيمت بالبرتغال وهي التي استدعيت قبل البطولة بأسبوعين ولم تتأهل من خلال التصفيات الأولية، وتجاوز الكاميرون الأرجنتين بوجود الأسطورة مارادونا ببطولة كأس العالم 1990 وفوز كوريا الشمالية على إيطاليا بنهائيات كأس العالم 1966 و في كأس العالم 1982 عندما تغلبت أيرلندا الشمالية على إسبانيا بفالنسيا وتفوق منتخب ألمانياالغربية غير المعروف كرويا في ذلك الوقت بمونديال 1954 على المجر المدجج بنجوم كبار كبوشكاش وبوسيس وإقصاء المنتخب الكوري الجنوبي للمنتخب الإيطالي من دور ال16 بمونديال 2002 وتتويج اورجواي بكأس العالم 1950 من أمام البرازيل وسط جماهيرها باستاد «ماراكانا» الشهير. - مواقف وشواهد على الهلاليين عدم إغفالها وتمعنها وعلى الوحداويين عدم نسيانها وتذكرها ومن يستخلص العبر منها بالتأكيد سيكون التتويج من نصيبه بعيدا عن محاولات التضليل والتي مارسها البعض لعل وعسى أن يتحقق مغزاها الحقيقي والذي لا يخرج عن إيهام الهلاليين بأنهم البطل المتوج بكل الأحوال.