كما كان متوقعاً أعلنت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي عن طلبها إلغاء عقد القمة العربية المقترح عقده في بغداد في نهاية شهر مايو، فقد بثت وكالة أنباء البحرين نقلاً عن وزير خارجية مملكة البحرين بأن وزراء خارجية دول مجلس التعاون قد طلبوا إلغاء مؤتمر القمة العربية في بغداد. طلب هذه الدول التي تمثل ركناً أساسياً في الأسرة العربية ليس فقط كونها تمثل أكثر من ربع عدد أعضاء جامعة الدول العربية، بل لأن هذه الدول هي الأكثر التزاماً لتسديد المستحقات المالية، وأن هذا الالتزام هو الذي يجعل جامعة الدول العربية تستمر في عملها، كما أن دول الخليج العربي بثقليها السياسي والاقتصادي ومكانتها الإستراتيجية تعد قبة الميزان في أي معادلة إقليمية عربية أو شرق أوسطية خاصة في ظل اتساع دائرة عدم الاستقرار في أكثر من دول عربية. طلب دول الخليج العربي ربما سبق طلبات عربية أخرى ترى الوقت الحاضر غير ملائم لعقد مثل هذا المؤتمر، كما أن مكان عقد المؤتمر الذي كان عليه تحفظاً من قبل، أصبح غير ملائم ألبتة بعد تنامي العداء وزيادة نسب التحريض والكراهية لدول الخليج العربي من قبل عملاء إيران وقادة الأحزاب الطائفية الذين يعقدون اللقاءات وينظمون المظاهرات لتشجيع الاضطرابات في مملكة البحرين. وإذ كانت أطراف ودول عربية قد تحفظت عند اختيار العراق مكاناً لانعقاد مؤتمر القمة العربية من مبدأ قانوني، فلأن العراق كونه لا يزال تحت الاحتلال وأنه من غير اللائق لقادة الدول العربية أن يعقدوا أهم مؤتمراتهم تحت الحراب الأمريكية التي يحتل جنودها العراق ويؤمنون المنطقة التي يعقد فيها المؤتمر. كما أن وقوع بغداد تحت رحمة الميليشيات الطائفية التي يرتبط قادتها بالحرس الثوري الإيراني، يجعل وضع القادة والرؤساء الذين إن حضروا إلى بغداد غير آمن ألبتة. ولهذا كانت العديد من الدول العربية تفكر بالاعتذار عن المشاركة في المؤتمر وكانت تنتظر من يعلن الاعتذار أولاً، فجاء طلب الإلغاء من دول الخليج العربي التي تضاعفت رغبتها في إلغاء المؤتمر بعد قيام عدد من زعماء الأحزاب الطائفية العراقية المرتبطة بإيران بتنظيم تجمعات لدعم الاضطرابات في مملكة البحرين، وإطلاق تصريحات عدائية ضد دول الخليج العربي بعضها مهينة واستفزازية بما فيها أقوال رئيس الحكومة نوري المالكي. كل هذه الأسباب والدوافع جعلت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي تطلب إلغاء مؤتمر القمة العربي.. والملاحظ أن الطلب جاء بضرورة الإلغاء، وليس التأجيل، لأن هذه الدول تعرف أن التخلص من الاحتلال سيطول وأن أخلاق قادة الأحزاب الطائفية لن تصلح؛ فتاريخهم معروف وحقدهم الطائفي الأسود ضد أهل الخليج العربي طويل وعميق. [email protected]