لقد عاش الشعب السعودي فرحتين غامرتين، أما الفرحة الأولى فبعودة مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن سالماً معافى بحمد الله. * فعودتك إلينا -يا سيدي- عودة الروح إلى الجسد، عُدت إلينا عودة الماء الزلال إلى الصادي في صحراء قاحلة، عُدت إلينا عودة الأب إلى أبنائه المتلهفين إلى لقائه، عُدت إلينا فعادت البسمة، وغشيتنا الفرحة.. فشفاؤك للدنيا شفاءُ.. فقد مرضنا لمرضك وتعافينا لعافيتك، أحببناك كما أحببتنا، فأرواحنا فداء لك.. قلوبنا طالما كانت معك، تدعو لك بموفور الصحة، فأنت حبٌّ يتغلغل في داخلنا ما حيينا وإلى الأبد. * وأما الفرحة الثانية فمصدرها تلك الأوامر الملكية السامية التي ستسجل بمداد من ذهب باعتبارها ستعمل على دفع مسيرة الاستقرار والتنمية في المملكة، وتفتح أبواب المستقبل أمام المواطنين، وتحقق المزيد من النماء للوطن والرفاهية للمواطن. * لقد استهدفت تلك الأوامر رخاء المواطن ورفعة الوطن وراعت في جوانبها كافة فئات المجتمع، وسعد بها الجميع، ولامست احتياجاتهم وحققت تطلعاتهم، كما أنها شملت بمضامينها مختلف الجوانب المعيشية، والاجتماعية والصحية، والاقتصادية مع استنهاض طموح القطاع الخاص بدعمه، ودعم مجالات الإسكان لتحقيق حياة كريمة. * ولم يكن صدور تلك الأوامر الملكية الكريمة بشيء جديد ولا مستغرب وإنما هي فيض من الحب الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لأبنائه ومدى إحساسه باهتماماتهم وحاجاتهم.. فهم يعيشون في وجدانه، لذا فلا عجب أن يعيش هو في وجدانهم. * وبكل صدق أقول: إن هذا الفرح الجارف الذي شمل جميع أبناء الوطن بعودتكم الميمونة، وبصدور تلك الأوامر السامية لهو بعض من الوفاء والتضامن مع قيادتكم الرشيدة التي قدمت للوطن وأبنائه كل خير، فأنت يا سيدي حكيم أمتنا، ورمز بلادنا، وقائدها نحو العزة والكرامة والرقي، ملكت القلوب بعدلك ونزاهتك وحبك لشعبك، أحببت شعبك فبادرك أبناؤك حباً بحب وعطاء بعطاء. سيدي كم هو الشعب السعودي محظوظ، فقد كتبت له -يا سيدي- أنصع الصفحات في مجالات التنمية التي طال بها مقامكم الكريم كل أرجاء الوطن وكل قطاعاته، وفي كافة المجالات الإنسانية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، ففي عهدكم الزاخر بالعطاء، والمليء بالإنجازات، شواهد ملموسة على تفرد قيادتكم وأثرها في وجدان أبناء شعبكم، فقراراتكم الحكيمة أوصلت العباد والبلاد إلى بر الأمان. * سيدي الحديث عنكم يطول ولا تستوعبه مجلدات، وأوجز فأقول: مرحباً بعودتك المباركة يا ملك العطاء، وهنيئاً لنا بك، وهنيئاً لك هذا الحب الصادق من شعبك الوفي، فنحن أبناؤك الأوفياء وسنبقى نجسد أسمى معاني الحب والولاء والانتماء، لنعبر عن جزء بسيط عن مشاعرنا الصادقة والخالصة تجاه شخصكم، أسأل الله أن يديم عليك لباس الصحة والعافية، ويجعلك عزاً لهذا الوطن، وللإسلام والمسلمين.. وأن يديم على وطننا العزيز ما ينعم به من أمن ورخاء واستقرار ورغد العيش في ظل الرعاية الكريمة من ملك العطاء سيدي خادم الحرمين الشريفين.