لم أشهد زعيماً يلتذ بإهراق الدَّمْ وبإزهاق الأرواح لشعبه يقذف بالدم.. يصرخ ملء الفم «أطاردكم أرضاً.. أرضا! بيتاً بيتا! شبراً. شبرا! متراً. متراً! حجراً. حجرا! زنقة. زنقة!» كمعمر القذافي.. اقول له بكل صدق: «المعمِّر لا يُدَمر! القذافي لا يقذف شعبه بالنار. أقول له وقد قال عن نفسه: «إنه حكيم الحكماء.. الحكمة أن لا يحكمك الكُرْه» أقول له وقد أسمى نفسه بملك ملوك إفريقيا: «العدل أساس الملك دع عنك جنون العظمه دع عنك تضخم الذات دع عنك الادعاء.. بأن شعبك الجريح الخائف يحبك! وأنك أنت بسطوتك تحب شعبك! أين هو الحب؟!! هل أن الحب كما تعنيه الضرب بالمليان..! الحرب! القتل! قطع الماء! والغذاء! والكهرباء! إغلاق مجاري الصرف الصحي! كي تستشري رائحة العفن القاتل! السطو على بيوت الهاربين! هتك أعراض النساء!» أقول له: «أين هو الصواب. والعقل حين ترى نفسك ليبيا! أن لا تبصر أحداً غيرك عبر مساحة ذاتك» أين الولاء لوطنك يا قذافي وقد اسطفيت لنفسك بدلاً من أهلك مرتزقة.. اشتريت ضمائرهم بثروة شعب هم في أمس الحاجة إليها كي تستأصل بهم تطلعاتهم نحو آفاق الحرية.. وحلم المستقبل الجميل.. أنت كما قلت عن نفسك عميد الحكماء! ليكن هذا.! ولكن.! عميد الحكماء أبداً لا يُعمِّد جماهيريته العظمى!! بالدَّم كي يبقى سلطاناً أبدياً.! بيده السلطة. والثروة.! والقوة.. والشعب..! كنت.. أمين القومية العربية! قلت أخيراً عن حركة شعبك إنها الخطر على كيان إسرائيل! الثوار غنموا أسلحة إسرائيلية! تحمل شعار نجمة سدادسية! أي عنوان تبقى للقومية العربية؟! وللحرية؟ مجرد سؤال: أحسب أن ما يجري على أرض ليبيا من مجازر يتماثل مع ما يجري على أرض فلسطين.! أقول له في عتب ساخن وقد وصف شعبه الطيب بالجرذان!! ليتك ما كنت له القائل شعبك مقتول ظلماً.. هل يعقل أن يقتله عاقل.. يا رجل ليبيا الأقوى!! الأضعف هلا تلمست؟ هلا أنصت إلى حشرجة الشهداء؟! إلى أنات الجرحى؟! إلى صرخات المكلومين؟! إلى المحاصرين. والخائفين؟! إلى النازحين والمشردين؟! والمعتقلين؟ سل عنهم: «طرابلس» التي يخيم عليها الرعب « بنغازي» «البريقة» «اجدابيا» «مصراتة» التي تعاني الويل «الزاوية» وقد قدمت المزيد من الشهداء.. ومدن أخرى على مرمى قاذفات صواريخك ودباباتك.. ومدافعك.. وهي تدافع عن نفسها في محاولة لدفع الأذى عن رجالها عن أطفالها عن نسائها إنهم يتلقون أدوات قتلك بصدور عارية.. وبصبر يحتمل المأساة.. ماذا بقي كي أقوله لمعمر القذافي؟! بضع كلمات لعله يعقل! «اجعل باب عزيزيتك الواجم بوابة عز. وتسامح.. صالح شعبك.. صافح شعبك.. وتنحى.. كي يبقى لك بعضاً.. مما يمكن أن يبقى.. إن كان هناك بقية..! غيرك كان الأذكى. وتنحى لإرادة شعبه» «أنا.. والصوفان» من ينطق هذا.. يجرفه الطوفان وحيداً يطويه النسيان يمقته الإنسان.. لأنه الطغيان.. ونهاية تاريخ لا يرحم..