* إبان الحملة الفرنسية على مصر قال نابليون عن المصريين: «لا أحد يفهم الشعب المصري أكثر من الشعب المصري».. قالها حينما تلقى نبأ ثورة كانت مفاجأة له.. في حجمها وفي قوة اندفاعها وفي مثابرتها وأنها أتت من شعب يكثر من شرب القهوة وتدخين الحشيش ويتشاجرون بالسباب لا بالأيدي.. ويتصفون بأنهم شعب فَرِح متسامح سلاحه النكتة وغذاؤه الفول وثيابه ملونة مزركشة واسعة.. وحكمته: «اضرب الدنيا طبنجة». * أما المؤرخ الجبرتي فقد وصف الذين قاموا بالثورة بأنهم: «أوباش الناس».. أما سبب قيام الثورة فكان فرض المحتل الفرنسي المزيد من الضرائب على الأملاك والحمامات الشعبية والمحلات ومعاصر الزيوت.. وعلق الجبرتي على ذلك: «لما أشيع ذلك في الناس كثر لغطهم واستعظموا ذلك.. وتجمع الغوغاء من غير رئيس يسوسهم ولا قائد يقودهم وأصبحوا متحزبين وعلى الجهاد عازمين.. وأبرزوا ما كانوا أخفوه من السلاح وآلات الحرب.. وامتدت أيديهم إلى النهب والخطف والسرقة». * نزل الفرنسيون بكل قوتهم لسحق الثورة.. وأطلقوا مدافعهم على الثوار.. يصف الجبرتي هذه الحالة بقوله: «فإنهم لم يزالوا - أي الثوار - مستمرين وعلى الرمي والقتال ملازمين.. ولكن خانهم المقصود وفرغ منهم البارود.. والإفرنج أثخنوهم بالرمي المتتابع بالمدافع».. عندها اتجه الثوار إلى حرب العصابات وثأروا من الفرنسيين بالاغتيالات.. ثم عاد أهل مصر إلى التنكيت أو كما يصفه الجبرتي (الأضاحيك).. فكانت معركة أخرى دفعت نابليون إلى إصدار فتوى بتحريم التنكيت على الفرنسيين بدعوى أنها مما يهيج العداوة!. * المصريون بتاريخهم المتمدن الطويل أصحاب أول مملكة يقيمها بشر على وجه الأرض.. اتصفوا بصفات مدنية منها الرقة والتسامح وحب الحياة والرحمة والاستجابة لإثارة العواطف.. ولأن أرضهم ذهب وطقسهم معتدل والطبيعة كريمة معهم فلم يعرف أهلها كوارث طبيعية ولا برد قارس ولا حر صارم.. لذا فهم ألين عريكة وأكثر قبولاً للآخر وأكرم في التعامل. * هذا المجتمع الراقي كان سلاحه عبر التاريخ النكتة التي تخرج من البسطاء لتحاكم وتحاسب وتسخر وتعاقب وتصم وتنصف وتترصد كل جبار عنيد.. هذا المجتمع حينما أراد أن يثور لم يملك سوى حنجرته ولسانه وتواجده.. وحينما أراد البلطجية الاعتداء على هؤلاء الثائرين لم يجدوا سوى سكاكين الفاكهة والعصي.. فهل من المعقول أن ثمانين مليوناً لا يوجد لديهم أسلحة؟!. * قال وزير الثقافة الفرنسي الأسبق (أندرين مالود): «إن المصريين هم الذين اخترعوا الأبدية وعلموها للآخرين).. أي أن المصريين يرون أن ما بعد الموت إنما هو امتداد للحياة فبنوا الأهرامات.. وأورثوا الدنيا كلها حب البقاء والخلود.. وقد كانوا يدفنون موتاهم على وضع (القرفصاء) تماماً كوضع الجنين في رحم أمه.. فالمقبرة بالنسبة لهم رحم يؤدي إلى الحياة الأخرى.. لذلك كانوا يدفنون الحلي والطعام والثياب مع موتاهم. * وصف الشاعر الروماني (ثيو كريتوس) المصريين بقوله: «إن المصريين شعب ماكر لاذع القول، روحه مرحة) وكان ذلك عام (200) قبل الميلاد.. وقد أكد على ذلك (هيرودوت) أبو التاريخ.. أما المفكر العربي الكبير (جمال حمدان) فقد وصف مصر بأنها تمتاز بعبقرية المكان.. كما وصفها الأوروبيون بأنها «هبة النيل».