روى نحو 250 جريحاً من أبناء مصراتة على متن سفينة مستشفى تركية رست الأحد في بنغازي في شرق ليبيا فظاعة الحصار العنيف الذي تفرضه القوات الموالية للعقيد معمر القذافي منذ أسابيع على المدينة الواقعة شرق طرابلس. وتخضع مصراتة الواقعة على مسافة حوالي 200 كلم شرق العاصمة الليبية والتي يسيطر عليها الثوار، لحصار تفرضه قوات القذافي منذ أكثر من أربعين يوماً وعمليات قصف ضارية بالمدفعية وقذائف البابات. ويفيد الثوار عن سقوط ما لا يقل عن مئتي قتيل والعديد من الجرحى في هذه المدينة. وتمكن حوالي 250 من الجرحى من الصعود على متن العبارة التركية وانضم إليهم لاحقاً 190 جريحاً من بنغازي قبل أن تنقلهم العبارة إلى مرفأ تشيسمي في غرب تركيا. ويروي أحد ضحايا حصار مصراتة محمد مفتاح (34 عاما) كيف انقلبت حياته برمتها رأسا على عقب صباح الجمعة حين سقطت قذيفة هاون اطلقتها قوات القذافي على حيه السكني. ويقول: «لقد قتلوا عائلات بكاملها، نساء. احد جيراني فقد زوجته واولاده الثلاثة. قاموا بذلك لترهيب الناس». من جهته يجلس محمد احمد على فراش وقد لفت ذراعه اليمنى بضمادة ضخمة. ويقول انه كان امام منزله مع اصدقائه وجيرانه حين انفجرت قذيفة هاون فتطايرت الشظايا وقتلت ستة من جيرانه فيما اصيب هو بجرح عميق في قسم كبير من ذراعه. ويوضح ان «الطبيب قال ان (الاصابة) خطيرة». ومصراتة مقطوعة كليا عن العالم منذ انطلاق الثورة ضد نظام القذافي في منتصف شباط/فبراير. والعديد من الجرحى على متن السفينة مقاتلون من الثوار اصيبوا في مواجهات مع قوات القذافي. ويقول احمد «المقاومة لديها بنادق (لكن) يهاجموننا بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية». من جانب آخر نقلت قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية عن شهود لم تذكر أسماءهم قولهم امس الاثنين إن قوات معمر القذافي قصفت حقل مسلة النفطي في شرق ليبيا. من جهة أخرى طرد مقاتلو المعارضة القوات التابعة لمعمر القذافي من معظم البريقة إلى ضواحي البلدة النفطية الواقعة في شرق البلاد في إطار تقدمهم البطيء صوب الغرب ويلاحقهم القصف في كل خطوة. وخلال الشهر المنصرم تبادلت المعارضة وكتائب القذافي السيطرة على البريقة التي تمتد على مسافة تزيد عن 25 كيلومترا أكثر من مرة مع استمرار القتال بينهما على الطريق الساحلي الذي يفصل بين الشرق الذي تسيطر عليه المعارضة ومعقل القذافي في الغرب.