استضاف النادي الأدبي في الرياض معالي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، وذلك في مقر النادي أمس الأول. وفي البداية رحب الدكتور عبد الله الوشمي رئيس النادي بمعالي رئيس البريد السعودي، مشيراً إلى خطوات النادي في التواصل مع المؤسسات الحكومية، وبما يعطي بُعداً أكثر للدور الثقافي للنادي وللمثقفين. وخلال اللقاء، استعرض الدكتور محمد بنتن أهمية البريد في حياة الأمم، وأهميته بالنسبة للدول المتقدمة التي سبقتنا بمراحل وما زالت تحافظ على البريد وتعتمد عليه في كافة مناشط الحياة عندهم، مشيراً إلى الخطوات التي قامت بها مؤسسة البريد السعودي لتقوم بهذا الدور من خلال تأسيس عنوان بريدي في مقر الإقامة وليس كما كان في السابق عبر صناديق المشتركين في مكاتب البريد. وتطرق الدكتور بنتن إلى بعض الأشياء التي يسمعها من قادة الرأي من كُتَّاب وأساتذة جامعات بين فترة وأخرى والذين دائماً ما يعتقدون أن البريد انتهى دوره من الحياة بعد تطور وسائل الاتصال من هاتف وجوال وإنترنت، مؤكداً أن هذه المقولة لو كانت صحيحة لما استمر عمل البريد في الدول الغربية. وقال رئيس البريد السعودي إن هناك أرقاماً تم الإعلان عنها من قبل مصلحة الإحصاءات العامة بأن هناك نحو 17 مليون مراجع للجهات الحكومية العام الماضي، وهذا رقم مخيف إذا عرف أن هناك 17 مليون يوم عمل ضاعت من هؤلاء المراجعين الذين راجعوا بها الجهات الحكومية، مبيناً أنه لو كان بالإمكان وتم الاستعانة بالبريد بدلاً من مراجعة الوزارات لتم توفير هذه الأيام الضائعة. وتابع أن البريد السعودي في نهاية العام الجاري سيكمل مشروع العنوان البريدي بالكامل في كافة مناطق المملكة بعد إنجاز نحو 85% من المشروع حالياً، مشيراً إلى أن البريد بدأ في تنفيذ الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية، وذلك من خلال تنفيذ تعاملات المرور كرخصة القيادة وكذلك من خلال السوق الإلكتروني الذي تم تدشينه مؤخراً. وأوضح بنتن أن العنوان الجديد تم اعتماده ليكون متوافقاً مع السرعة المطلوبة في وصول الرسائل، ولم يغفل اسم الشارع والحي والمدينة، مبيناً أن بعض الجهات الحكومية بدأت بالاعتماد على العنوان الجديد مثل الدوريات الأمنية والهلال الأحمر السعودي وغيرهما من الجهات الحكومية. وأفاد رئيس البريد السعودي أن معظم الانتقادات التي ترصدها المؤسسة هي في الأصل لعملاء لم يجربوا الخدمة مؤخراً، وكل ما لديهم هي تراكمات من السابق وهم لا يُلامون في ذلك، «وأنا كنت كذلك قبل أن آتي للبريد»، مؤكداً أنهم يرصدون أي ملاحظات يطرحها مجربو الخدمة ونتمنى أن يجربوا الخدمة قبل توجيه أي نقد.وحول دعم البريد السعودي للثقافة والمثقفين السعوديين، أوضح الدكتور أن البريد كان على وشك توقيع اتفاقية مع وزارة الثقافة والإعلام لدعم المثقفين بحيث يتحمَّل البريد السعودي جزءاً من المطبوعات والكتب المرسلة وما زاد عن الحد المسموح به يكون على حساب الوزارة. وأضاف أنه هناك اقتراح أن يكون هناك آلية كخطوة أولى بتخفيض يصل إلى 50% للمثقفين وأساتذة الجامعات وسنبحث الآلية الممكنة مع النادي الأدبي في الرياض.