الحمد لله حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم: الشكر لله أولاً وأخيراً، الشكر لله على أن جعلنا في هذه الأرض المباركة، الشكر له على أن هيأ لنا الحياة في أرض الطهر، أرض الرسالات السماوية، الشكر لله على أن هيأ لنا الأمن والأمان في أنفسنا وفي كل من سكن هذا التراب الطاهر المملكة العربية السعودية، والحمد لله أن فتح علينا بركات من السماء والأرض وجعلها في أيدٍ أمينة، والحمد لله على العود الحميد لخادم الحرمين الشريفين لأرض الوطن حيث إن فرحة هذا الوطن فرحة فريدة التأمت فيها القلوب ابتهاجًا بهذه العودة الميمونة وابتهج الوطن الغالي بصدور أوامر وقرارات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بصرف مليارات الريالات لجميع الوزارات، فقد شملت هذه المكتسبات المدنيين والعسكريين وطلاب وطالبات الجامعات والعاطلين عن العمل والمتقاعدين والطلاب والطالبات المبتعثين والمبتعثات، كما تم التركيز على توفير السكن المناسب لكل مواطن. وحزمة الأوامر الملكية التي صدرت يوم الجمعة الموافق 13-4-1432ه تعتبر مظلة خير للمجتمع العربي السعودي بكل مكوناته، لذا عبر هذا المجتمع عن فرحته وبهجته بأساليب مختلفة تظهر صدق المشاعر وحقيقة العلاقة بين الوالد وأبنائه، كما أن تلك القرارات ليست وقتية وإنما يمتد أثرها إلى أجيال المستقبل ووثقت بنظام دقيق للاستفادة منها، حيث تم تأطير كل أمر ملكي بمواصفات وشروط تتناسب وصرف المبالغ لتحقيق الأهداف مع إحكام الرقابة لتلك الاستفادة. هذه الأوامر تتطلب شكر الله سبحانه وتعالى وشكر الله ليس بالقول فقط مهما تكرر، بل يكون بالعمل أي بالسلوك فقد طلب الله سبحانه وتعالى من آل داوود عليه السلام أن يعملوا شكرا: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (13) سورة سبأ، وقرر الله سبحانه وتعالى حقيقة أخرى وهي قلة الشاكرين من عباده: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (13) سورة سبأ. والشكر لنعم الله التي وردت في الأوامر الملكية يتطلب: - الإخلاص في العمل كل في مجاله، والإخلاص باب واسع لا يمكن تحديد متطلباته ولكن أهمها الأمانة في الأداء ويعتمد ذلك على مراقبة الله سبحانه وتعالى. - الاعتزاز بهذا الوطن وقيادته والتلاحم الوطني بحيث يكون الجميع سداً منيعاً لمن يحاول العبث بهذا الوطن. وكانت كلمة خادم لحرمين الشريفين التي سبقت قرارات الخير مؤثرة ولا سيما قوله: (لا تنسوني من دعائكم) فالدعاء لإمام المسلمين مطلوب من كل مواطن لأن ذلك يشمل الجميع، وقد لا يحفظ البعض أدعية بعينها سواء كانت من القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة أو غيرهما ولا يجد الإنسان الكلمات المناسبة للشكر أو الدعاء، لكن قد يكون الدعاء بلسان الحال أي حالة الرضا وحالة الاطمئنان النفسي يجعل ضميره مفعمًا بحالة السرور والفرحة، هذا الضمير الذي لا يراه أحد لكن هذه الحالة عبارة عن شكر كما قال الشاعر: أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا د. تنيضب الفايدي