كان خطاب الخير من لدن خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة الماضي مختصراً في كلماته، لكنه شامل ومعبر في مضامينه وقضاياه، لقد أكد - حفظه الله - على متانة العلاقة الوطيدة واللُحمة العميقة في بلادنا بين ولاة الأمر والمواطنين حتى أصبحت مضرب المثل، ومصدر عز وفخر، وصمام الأمان بتوفيق من الله لوحدة هذا الوطن. في هذا الخطاب الكريم أكد خادم الحرمين على أهمية ركنين عظيمين هما: السند بعد الله تعالى لولاة الأمر - حفظهم الله -، فالركن الأول هم علماء الشرع الذين يبصِّرون الناس بالحق ويردون على الشبهات وخصوصاً في أوقات الفتن، والثاني هم رجال الأمن وحماة البلاد ضد كل من يريد العبث بأمن الوطن وسلامته. إن مضامين الأوامر الملكية الكريمة جاءت ملبية لاحتياجات المواطنين على اختلافها وتباين اتجاهاتها، فشملت الاحتياجات الأساسية وخصوصاً فيما يتعلق بمحاربة الفساد ومعالجة مشاكل البطالة والغلاء والصحة والإسكان. ورغم ما تقدم فإن أوامر الخير جاءت مؤكدة على أن بناء هذه الدولة جاء على أساس من الحكم بشرع الله والتزام تعاليمه قولاً وفعلاً وتوفير كل السبل لتأكيد هذا المفهوم، فالأوامر تؤكد على أهمية دور العلماء ومنزلتهم والنهي عن كل ما ينقص من قدرهم، وتعلن إنشاء فروع للإفتاء ودراسة إنشاء مجمع فقهي سعودي، كما تعلن توفير دعم سخي لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكاتب الدعوة والإرشاد وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والعناية بالمساجد والجوامع في أنحاء المملكة. وليس هذا بمستغرب على خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - فهو الذي يؤكد دوماً على منزلة هذه البلاد فهي قلب الإسلام النابض ومهوى الأفئدة وقِبلة المسلمين، ولذلك فهي السبّاقة دوماً في خدمة الإسلام ورسالته، وبذل كل غالٍ ورخيصٍ في سبيل ذلك. هنيئاً لنا جميعاً هذه الأوامر الخيّرة، ونسأل الله أن يحفظ علينا بلادنا وأمننا وولي أمرنا على الخير والهدى. محاضر بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية