نحمد الله العليّ القدير؛ الذي أنعم علينا في سعوديتنا منبع الهناء والخير؛ بالعودة الميمونة الغالية لسيدنا ووالدنا مليكنا الجليل المفدى؛ عبد الله بن عبد العزيز الرمز العظيم الأسمى للمحبة والوفاء والشهامة، وقد أسبغ عز وجل عليه تمام الصحة والعافية.. نحمد الله من أعماقنا الذي تفضَّل علينا بسلامة حبيبنا الحنون الرّائد في إنجازاته ومواقفه، الصادق المخلص في مشاعره وعواطفه؛ وما احتفاء أمته بسلامة عودته إلى أحضان وطنه بأسمى وفاء ومحبة وأغلى هناء وبهجة؛ إلا تجسيد لصادق الإخلاص والولاء، وتأكيد لتلاحم حب متبادل عميق معطاء، ترجمته تلقائية الاستقبال وصادق الابتهال (بأن يحفظه الله ويرعاه وأن يديم عزّه وتوفيقه وسمو ولي عهده وعضده الأمين وسمو نائبه الثاني الجليل خيراً وذخراً للوطن والمواطنين). ومع إشراقته المباركة على ربوع بلاده في عودته الغالية هبّت نسمات رعايته الأبوية الصادقة بأوامر ملكية بناءة وبشائر خير معطاءة، شمائلها المحبة الزاهية وخمائلها آمال التطوير السامية، فكانت باقات حب ورديّة عطرة قدّمها بكل الحب ملك الإنسانية؛ (أدام الله عزه وتوفيقه) إلى أبناء وبنات وطنه الذين خرجوا لاستقباله بكل سعادة وبهجة وأصدق إخلاص ومحبة. فأشرقت الشمس في أرضنا بأحلى ابتهاج وأسمى سناء وفاح عبير زهور الربيع شذى عطره عمّ كل الفضاء مباهج أنس، مشاعر ودٍّ تجلّت بصدق وأبهى صفاء تلاحم حبٍّ عميق وثيق سنا ضوئه ساطعاً في السماء شفافية من مليك القلوب صداها لدى الشعب هذا البهاء نعم تلقى أبناء وبنات الوطن هذه الباقة الرائعة العطرة من الأوامر الأبوية السامية الخيّرة بكل شكر وعرفان، وإجلال وامتنان لوالدهم الكريم وقائد مسيرتهم العظيم على عطفه وحرصه وتفضله بهذه العطاءات العادلة التي تضمنتها الأوامر الكريمة الشاملة والتي هي بلا شك قرارات خير مباركة وركائز عطاء شامخة تحتاج منا جميعاً - مسؤولين ومواطنين - إلى تعاون وتكاتف بنّاء لتنفيذها والعمل على تحقيق أهدافها التي تفضل الوالد القائد (حفظه الله) بتقديمها هدية لأجيالنا الصاعدة الذين يمثلون أكثر من 50% بين مواطني بلادنا الغالية لتصبح روافد عز ومنفعة لمستقبل خير وبركة، وإعداد متوازن لهم في خدمة دينهم ووطنهم بأفضل ولاء وإخلاص ومعرفة، وأصدق انتماء واهتمام ومحبة، وأن تكون - بإذن الله - مسالك خير لتحقيق آمالهم وإزالة العوائق عن دروبهم. حقاً إن هذه الأوامر السامية كما قال بعض الإخوة من أصحاب الخبرة قد وضعت السلطة التنفيذية على محك المسؤولية لأنها تُشكِّل بكل معطياتها بشائر خير لمستقبل مشرق إذا ما أحسن المسؤولون في الجهات الحكومية استثمارها للمصلحة الأسمى والإعداد الأجدى لأبنائنا وبناتنا الذين هم بلا شك الثروة الأغلى لمستقبل أمتنا وبلادنا. إن هذه الباقة الرائعة من النفحات الملكية المباركة تعكس رؤية القيادة السامية في ترتيب احتياجات أجيالنا ومجالات ازدهار بلادنا حسب أهميتها وأولوياتها وإتاحة الفرصة لاستفادة المحتاجين من ثمارها بعزة وكرامة وعدالة؛ دون أدنى حاجة للاستعانة بالمحسوبية والشفاعة، أو للتزلف والمجاملة. إن هذه القرارات الملكية الأبوية التي تفضّل بها حبيب القلوب وملك الإنسانية تُمثِّل حقاً كما قال بعض الخبراء بشؤون الوطن (نقطة تحوّل في مسيرة الإصلاح والرؤية المستقبلية إلى مشروعات تطوير واستثمار تنموية لخدمة الوطن والمواطنين عى المدى البعيد)، ولذا فإنها تحتاج من المسؤولين والقائمين على تفعيلها إلى عناية وطنية صادقة، وانطلاقاً من الشفافية والوضوح اللذين تعودنا العمل في ضوئهما والاستنارة بسماعهما من مليكنا المفدى، فإنني أقترح أن تستعين الجهات المختصة في تنفيذ تلك الأوامر الكريمة بما يلي: - الالتزام بآليات عادلة، ودقة في اختيار الموظفين المنفذين لها بعيداً عن روح البيروقراطية والمحسوبية. - تأهيل وتدريب العاملين على آلية تنفيذها ومتابعة أدائهم دون أدنى مجاملة أو سوء تأويل لصيغها التنظيمية. - أن يتوخى المسؤولون والمشرفون على تنفيذها وتحقيق أهدافها الاحتساب لوجه الله، ثم الإخلاص للوطن وقيادته الرشيدة والبحث الجاد عن المواطنين والمواطنات المستحقين فعلياً للاستفادة منها دون دفعهم إلى الحصول على نصيبهم من هذه المكرمات عن طريق الواسطة أو من تحت الطاولة. - معالجة ما قد يكون في صيغة التنظيم لآلية تنفيذ هذه الأوامر الكريمة من فجوات تعطي لأصحاب النفوس الضعيفة فرصة الالتفاف والمحاباة. - أن يتبنى كل وزير أو مسؤول رفيع المنصب في وزارته أو مؤسسته الحكومية اتباع الطريقة الأمثل في تحقيق أهداف تلك الأوامر السامية واختيار الأفضل من العاملين بدراية وكفاءة لتنفيذها بدقة وإخلاص وشمولية، وبمتابعة وعدالة وصدق وطنية حتى يستفيد من معطياتها ذات العلاقة بالدعم والمعونة جميع من يستحقها من المحتاجين والمعوزين والمسجونين والأسر الفقيرة بحسن رعاية ومحافظة على الكرامة، وحتى يكون للأوامر ذات العلاقة بالرقابة والعدالة والاهتمام السامي بالحرص على شبابنا وتوفير المزيد لهم من التدريب وبرامج الابتعاث للدراسة ومراكز الثقافة الأثر الأسمى في خدمة دينهم والمساهمة الأفضل في ازدهار أمتهم وبلادهم. إن سيدي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله -، قد أكد ويؤكد دائماً على ضرورة تنفيذ كل ما فيه مصلحة للوطن والمواطن دون أي عرقلة أو تهاون ويضع أمانة تنفيذ مثل هذه القرارات البنَّاءة عند كل ميزانية، وعند كل تشكيل وزاري، وفي كل لقاء بأعضاء مجلس الشورى على عواتق الوزراء والمسؤولين والمستشارين لإنجازها بكل إخلاص وحسن عطاء. لذا فإن تأويلات بعض المسؤولين لبعض صيغ تنظيم مثل هذه الأوامر بقولهم مثلاً: (إن التثبيت للمعينين والمعينات على البنود سيكون لمن تثبت الحاجة الفعلية إلى تثبيتهم، وإن ذلك سيكون على مراحل اعتباراً من العام المالي المقبل 1433 - 1434ه) أو التصريح (بأن بعض الأنظمة المالية والإدارية ستواجه بعض المعوقات لجهة الاختلاف في الصيغ والتفسيرات عند التنفيذ) يُعتبر توجهاً بيروقراطياً للإبطاء في تنفيذ هذه المكرمات السامية وعدم الإسراع في إفادة المحتاجين والمحتاجات من إيجابياتها، وإعطاء الفرصة لبعض قليلي الخبرة العملية وضعف الروح الوطنية لوضع العراقيل أمام من ينتظرون الاستفادة منها، بل إن ذلك يتنافى مع أهمية التصدي للبطالة التي تحرص القيادة السامية على سرعة معالجتها والقضاء عليها.. إن تلك الأوامر الكريمة بمثابة غيث لبلادنا وحياتنا طالما ابتهلنا إلى الله أن يجعله سحّاً عاماً وخيراً نافعاً، والأجدر بنا - مسؤولين ومستشارين - أن تتكاتف جهودنا لتعميق جداول هذا الغيث وإزالة ما يعيق إرواءه لغراس مستقبلنا، وهم فلذات أكبادنا.. ولقد صدق الأخ الشاعر الشعبي (علي بن حمد المالك) عندما قال مرحّباً بالعودة المباركة والأوامر السامية. أنت السحاب اللي إلى أمطر غدا سيل وأنت المطر اللّي يغذِّي وطنّا حنّا في رجا سيلك حفرنا المساييل نبي المطر يروي بلادك وحنّا لقد رغب الملك المفدى أن تكون هذه الباقة العطرة الفواحة بشذا الوفاء والتي قدمها بكل محبة لأبناء شعبه ذات تأثير أفضل في تحقيق المزيد من السعادة والهناء، وإزالة أي نوع من الفاقة والعناء عن أي مواطن ومواطنة، ونعتقد آملين مؤمنين بعظيم اهتماماته وكريم رعايته أن هذه الأوامر المعطاءة سيتبعها - بإذن الله - عطاءات كريمة كبرى في إتاحة فرص أخرى لأبناء وبنات الوطن نرجو أن يكون بينها مزيد من وظائف مدنية ورتب عسكرية تمنحهم شرف خدمة أمتهم ووطنهم وقيادتهم الرشيدة والعمل بكل معرفة ودراية في مسيرة التطوير والنماء وتقوية سياج وأواصر الأمن والهناء. إنها بعض من الاهتمامات الأبوية السامية الغالية في أعماق مليكنا المفدى صاحب المكانة الأعلى في قلوبنا والأسمى في مسيرة نهضتنا، المخلص حقاً في مواقفه، الصادق حباً في عواطفه.. ويشرفني أن أختم مقالتي هذه ببعض أبيات من قصيدة شرفتُ بكتابتها وإلقائها احتفاء بكريم عودة سيدنا ووالدنا أبي متعب وافتخاراً بعظيم مواقفه التي ملأت نفوسنا محبة واعتزازاً بأبوته وقيادته. أبو متعب.. حبيبُ الشعب على الأشرار.. سيف صارم يُعطِب وللأخيار.. كل الشّهد بل أطيب.. أصيلٌ في مبادئه..!! نقيٌّ في شمائله..!! بأفعال وأقوال..!! وعزم صادق مُوجب * * * أبا متعب.. حبيبَ الشعب بكل الحب.. ونبض القلب ندعو الله خالقنا.. بأن يشفيك سيّدنا.. وأن يرعاك قائدنا.. وأن تبقى؛ لنا حبّاً.. به نزهو.. به نسمو.. على خير؛ وفي خير ونصبح دائماً أطيب * * * أبا متعب.. حبيبُ الشعب سليل المجد.. وفيّ الوعد مسحت الدمعة الحرّى.. رفعت رؤوسنا فخراً..!! ملأت نفوسنا عزّاً..!! فدمت مليكنا ذخراً..؟؟ لهذا الشعب وكل العُرْب.!! موسى بن محمد السليم- عضو مجلس الشورى(عضو لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي)