من فضل الله سبحانه وتعالى على الأمة أن يولّي عليها رجلاً يجتمع الناس على محبته، وتتآلف القلوب على الولاء والطاعة له. وما من شك في أن الولاء والمحبة لا ينتجان من فراغ، كما أنهما لا يمكن أن يتحققا إلا لمن بذل الجهد في طاعة المولى عز وجل، وأصلح النية في مسؤوليته عن رعيته. وليس لدينا نحن أبناء الوطن بكل مستوياتنا أدنى شك فيما يحمله قلب خادم الحرمين الشريفين من محبة لأبنائه، ونية صالحة في خدمة دينه ووطنه، وسعيه الذي لا ينكره أحد نحو الإصلاح في جميع مناحي الوطن، بل يمتد هذا الاهتمام وهذا السعي إلى خارج الوطن؛ لذا ليس من الغرابة أبداً أن يبتهج الجميع بقدومه ويفرح أبناؤه بعودته. إنها مناسبة عزيزة وغالية، وأي كلمة تُقال فيها هي أقل مما يستحق. إننا ونحن نعيش هذه الأيام السعيدة لنرى مفارقة عجيبة تظهر لكل مراقب؛ ففي الوقت الذي تشتعل فيه كثير من البلدان من حولنا بنيران الثورة على رؤسائها فإن أبناء الوطن اليوم وبكل صدق وولاء وإخلاص يحتفلون بعودة قائدهم، فلله الحمد والمنة على نعمه، إنه سميع مجيب. وما نشاهده هذه الأيام من مظاهر احتفالية في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها بعودته الميمونة إلى أرض الوطن إنما يجسد بحق المكانة التي يحتلها خادم الحرمين الشريفين في قلوب أبنائه المواطنين، وحُقّ لنا أن نطلق مشاعرنا الدفينة تجاه قائد أجمع العالَم على صدق تعامله وشفافيته وحرصه على قضايا أمته العربية والإسلامية، بل على الإنسانية جمعاء، وجعل المملكة الغالية تتبوأ موقعاً مهماً وسط الأمم، وحرصه على أبناء شعبه وعطفه عليهم يُشعرانا بالتقصير، مهما بذلنا الغالي والنفيس تجاه هذا القائد العظيم والوطن العزيز، ونسأله سبحانه وتعالى أن يديم على مليكنا لباس الصحة والعافية، وأتوجه بالشكر والحمد للعلي القدير بأن منّ على قائد مسيرتنا وراعي نهضتنا والأب الحاني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالشفاء، وأعاده سالماً معافى إلى وطنه وشعبه المحب، الذين يكنون له صادق الحب والوفاء والإخلاص، لملك بادلهم بالحب والعطاء، وأنجز لهم بالتطور والرخاء، فكان له من شعبه الدعاء الخالص لله عز وجل إبان رحلته العلاجية بأن يسبغ عليه الصحة والعافية ويرده لهم سالماً معافى، وأكدت تلك المشاعر إبان رحلته العلاجية - حفظه الله ورعاه - مدى التلاحم بين الراعي والرعية، ولم يكن مستغرباً ما فاضت به تلك المشاعر من دعاء خالص وصدق محبة وشوق وولاء لملك نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وشعبه، سخر وبذل بسخاء لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم، وإن كان بعيداً عنهم جسداً فهو قريب منهم بقلبه ومشاعره، وإنها لمناسبة عظيمة نُعبّر فيها شعباً محباً له قدراً ووفاءً وإخلاصاً لملك بانٍ وقائد مسيرة. ومما يزيد وفاءنا والتفافنا حول قائدنا حبه لشعبه وما يقدمه من مآثر عظيمة ونهضة وتطور شامل لكل المرافق، وإصلاحات تنموية متتالية منذ توليه مقاليد الحكم، ولا يسعنا جميعاً بهذه المناسبة الغالية إلا أن نلهج بالشكر والحمد لله تعالى ونرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات وأصدق الأمنيات بعودته - حفظه الله - وبأن يرعاه المولى الكريم ويديم عليه الصحة والعافية، كما نهنئ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهما الله - وللأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي الوفي كافة بعودة ملكنا الغالي، وأن يحفظ ولاة أمر هذه البلاد المباركة التي تعتز بكلمة التوحيد التي هي مصدر العزة والرفعة، وأن يعم بلادنا بمزيد فضله، وأن يبسط علينا نعمة الأمن والأمان. عضو المجلس البلدي بمحافظة الخرج