سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محافظ عنيزة : تشجيع سمو أمير القصيم للفكرة كان له الأثر الكبير في نفوسنا منتزه عنيزة البري الحلم الذي يبدأ تنفيذه اليوم
وكيل المحافظ: تجسدت في هذا المشروع روح المواطنة الحقة والتعاون المعهود
يفتتح محافظ عنيزة الاستاذ عبدالله بن يحيى السليم اليوم الأحد الموافق 12 من شعبان الجاري اسبوع الشجرة الخامس عشر تحت عنوان «كن صديقاً للشجرة»، ويتزامن مع هذا الافتتاح مناسبة مهمة عند أبناء محافظة عنيزة وهي زراعة أول شجرة في منتزه عنيزة البري هذا الحلم الذي راود مخيلات جميع ابناء المحافظة وهاهو اليوم يدخل مرحلته الثانية من مراحل تنفيذه. «الجزيرة»، كعادتها تواكب الحدث أولاً بأول تقوم اليوم بإجراء تحقيق مفصل عن مشروع منتزه عنيزة البري تماشياً مع هذه المناسبة المهمة. الفكرة الحلم منذ القدم عرف ابناء محافظة عنيزة بحبهم الشغوف لرمال «المصفّر» واشجار الغضى فكلاهما معشوقان جمعتهما قصة عشق أزلية أزل رمال تلك الصحراء. ارتباط أهالي عنيزة برمال «المصفّر» الصفراء وأشجار الغضى الخضراء ليس لأنهما المتنفس الوحيد لهم، كما يظن البعض بل إن هناك ارتباطاً وجدانياً يجمع فيما بينهم إلى أن صاروا يتفننون بها في أشعارهم وتأخذ جزءاً من احاديثهم ومسامراتهم وتشغل حيزاً واسعاً من قلوبهم من هنا وإلى هنا انبثقت فكرة إيجاد منتزه بري يجمع صفار الرمال وخضرة الأشجار ليجسد جمال الطبيعة الخلابة التي تمتلكها المحافظة ولكي لا يتخلى أبناء المحافظة عن حبهم الأزلي هذا. هذه الفكرة تحولت من حلم يراودنا صغاراً وكباراً إلى واقع عملي شرع الجميع في تحقيقه وإلى أن يتم وضع آخر لبنة، في بنائه سيظل هذا الحلم يكبر يوماً بعد يوم. تشجيع أمير القصيم والد فكرة المشروع ومشجعها الأول محافظ عنيزة الاستاذ عبدالله بن يحيى السليم تحدث لنا حول تمخض الفكرة ومراحلها الأولية فقال: لقد راودتني فكرة المشروع منذ عدة سنوات وبدت لي غاية في الصعوبة لما تتطلب من إمكانيات هائلة وطاقات بشرية كبيرة. ولم يكن في تصوري أن الإمكانيات المحدودة قد تجعل المشروع يعيش بداياته ورغم ذلك عرضت الفكرة على بعض الأخوة مديري الدوائر الحكومية والمهندسين الزراعيين بالمحافظة وذلك في اجتماع عقد لهذا الغرض فما كان إلا أن وجدت منهم الحماس والجاهزية لتنفيذها وتجسيدها على الواقع العملي.. وفعلاً بدأنا بالتنسيق للأمر جدياً. ومما زاد من حماسنا وهمتنا تشجيع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم لهذه الفكرة بعد عرضها على سموه إذ أبدى تأييده التام لها. واليوم ولله الحمد نرى أن مرحلة المشروع الأولى أوشكت على الانتهاء ذلك بفضل الله ثم بفضل الإخوة أعضاء لجنة المشروع الذين يعملون بجد واجتهاد ومثابرة ليرى هذا المشروع النور بإذن الله تعالى. وإنني هنا أدعو الجميع للمساهمة والمشاركة في العمل لهذا المشروع الوطني المهم الذي يخدم المحافظة ومواطنيها. وأخص بذلك رجال الأعمال والمؤسسات الذين عودونا على وقفاتهم بكل ما من شأنه خدمة المصلحة العامة وازدهار ورقي المحافظة. عمل وطني كما تحدث وكيل محافظة عنيزة الاستاذ مساعد السليم حيث قال: المنتزه البري في المحافظة عمل وطني، إبداعي، اجتماعي تجسدت فيه الوطنية الحقة عندما زرته أثناء اجتماعات الإعداد لإسبوع الشجرة الخامس والعشرين الذي اقترح سعادة المحافظ أن يقام هذا الأسبوع فيه. فبدأنا نعقد الاجتماعات التحضيرية فيه وكانت دهشتي كبيرة عندما شاهدت مجموعة من الزملاء يعملون كخلية النحل مجموعة تعبد الطرق ومجموعة تحرث الأرض ومجموعة تقيم المباني ومجموعة تقيم الأسوار للمنتزه ومجموعة توصل التيار الكهربائي ومما زاد دهشتي أن جميع العاملين في هذا الفريق هم من ابناء الوطن فقلنا نعم هذه المواطنة الحقة. وتجسد فيه الإبداع عندما نظرت إلى موقع هذا المنتزه فقد اختير له موقع في وسط الصحراء بين الرمال الصفراء في مكان عزيز على قلوب أهالي عنيزة وذي قيمة وجدانية لديهم إنها منطقة الشقيقة «المصفّر»، منتزهات الغضى الطبيعية التي وهبها الله لهم فرغبوا أن ينشئوا الواحات الخضراء في أرجائها تعبيراً منهم عن الوفاء والعشق لها، وتجسد فيه الجانب التطلعي بأن أهالي هذه المحافظة ذوو نظرة مستقبلية إلى الغد فبجهود الجميع وضعت البنية التحتية لهذا المنتزه في وسط الصحراء «ماء، كهرباء، طرق، اشجار»، ومن ثم جاء دور أهالي المدينة لإكمال المسيرة. وتجسد فيه الجانب الاجتماعي بمشاركة جميع فئات المجتمع والإدارات الحكومية والشركات الخاصة والعامة والأفراد وطلاب المدارس في إنشائه لإيمانهم بأن التكاتف والتعاضد قادر على عمل المستحيل وتحويل الرمال إلى جنات خضراء. وفي هذه المناسبة فإننا ندعو جميع من أحب الغضى وتغنى به للمشاركة باستكمال هذا المشروع الوطني. إمكانيات محدودة وسط الإمكانيات الغاية في البساطة ومع المتطلبات والاحتياجات الضرورية لتحقيق هذا الحلم وتنفيذ هذا المشروع لم يكن لدى الجميع ما يمكن من خلاله تنفيذ حتى المرحلة الأولى من هذا المشروع العملاق ولكن بعد المشاورة والتفكير الجدي تم التوصل إلى فكرة المشاركة بالجهود الذاتية لعدد من الجهات الحكومية لتساهم كل منها بحسب ما يخصها من الخدمات .. جاءت هذه الفكرة لئلا تحول ضعف الامكانيات دون الشروع في بدايات المشروع. وتم تنفيذ ذلك فعلياً حيث قامت الجهات بتسهيل خدماتها وإمكانياتها أمام لجنة المشروع ومن تلك الجهات محافظة عنيزة وبلدية المحافظة ومديرية الزراعة والمياه في المحافظة ومركز الابحاث الزراعية بالقصيم«عنيزة» مصلحة المياه والصرف الصحي بعنيزة والمعهد الثانوي للمراقبين الفنيين في عنيزة وشركة كهرباء عنيزة والإدارة العامة للطرق والنقل بمنطقة القصيم والنادي العربي بعنيزة. وأثمرت هذه المساهمات في بادئ الأمر عن عمل المخطط الأساسي للموقع الذي يحتوي على مسجد واستراحة للضيوف وملاعب وجلسات تزيد عن مائة جلسة بالاضافة إلى الخدمات العامة.. ثم بعد ذلك تم حفر بئر وتركيب مضخة كما تم ردم الخط الرئيسي بعرض 30 م وطول 800 م والطريق الدائري بعرض 15 م وطول 3600م وخطوط فرعية بعرض 10م وطول 4800م، يضاف إلى ذلك تحديد الموقع بأخشاب ومن ثم تحديده بالسلك الشائك كما تم عمل شبكة ري وتوصيل الكهرباء من الخط الرئيسي بمحول خاص للموقع وسيتم اليوم بدء مرحلة التشجير والزراعة التي تعد منعطفاً مهماً بالنسبة للمراحل التي تتمثل في إتمام هذا المشروع. لجنة المنتزه بعد تأييد فكرة إقامة المشروع تم تشكيل لجنة يرأسها المهندس عبدالعزيز عبدالله السعود مدير مركز الأبحاث الزراعية بالقصيم والمهندس عثمان عبدالله أبا الخيل مدير مديرية الزراعة والمياه بعنيزة نائباً لرئيسها وتضم في عضويتها كل من الاستاذ حمد بن سليمان الهطلاني مدير المعهد الثانوي الصناعي بعنيزة والمهندس إبراهيم بن محمد الخليل من المعهد الثانوي للمراقبين الفنيين بعنيزة والاستاذ يوسف بن سليمان الصغير من مصلحة المياه والصرف الصحي بعنيزة والمهندس هزاع بن علي الهزاع رئيس قسم الحدائق والتشجير ببلدية المحافظة والمهندس دواس بن عبدالله الدواس من مركز الأبحاث الزراعية بالقصيم في محافظة عنيزة. ومنذ البدء ما فتئ هؤلاء يعملون بجد واجتهاد فالطاقات البشرية التي تمثلت برئيس وأعضاء هذه اللجنة سخرت نفسها لتذليل كل الصعوبات التي قد تواجههم في سبيل تحقيق الأمل الكبير الذي يتطلع إليه أبناء هذه المحافظة وراء هذا المشروع الضخم ، وليل ونهار كان هذا الهاجس الأكبر لهم فتحت أشعة الشمس الحارة يقف كل منهم يؤدي مهمته التي أوكلت إليه بإخلاص وتفان. تميز الموقع إن أول نجاح تحقق لمشروع منتزه عنيزة البري والتميز الكبير الواضح في اختيار موقع المشروع.. فأهالي عنيزة يعرفون جيداً «الجرّاحيّة»، «المغيسلية»، «أم العشر»، «مهره»، و«خل عطاف»، وغيرها وهي أماكن من بر المصفّر يرتادونها بكثرة ويفضلونها على غيرها وفي كل مرة يرتادون تلك الأماكن فمن الضروري المرور على هذا المنتزه كونه يقع في الطريق المؤدي إليها.. وليس هذا المهم فالأهم هو انهم ارتبطوا بذلك الطريق المؤدي للمشروع وأحبوه وفضلوه على غيره.. من هنا يبدو اختيار الموقع ناجحاً تماماً إذ يقع بالقرب من المنتزهات البرية الطبيعية الأمر الذي روعي في اختيار الموقع خلال الاجتماعات التحضيرية ولقي تأييد وموافقه سعادة محافظ عنيزة الاستاذ عبدالله بن يحيى السليم. وبالإضافة إلى هذا السبب الوجيه كان هناك اسباب أخرى دعت لذلك منها أنه يقع على الخط الرئيسي الواصل بين جادة الضلعة والخرماء وكذلك سهولة وامكانية إيصال التيار الكهربائي للموقع وهو ما تم بالفعل يضاف إلى ذلك إمكانية التوسع بالمساحة مستقبلاً من خلال النظرة بعيدة المدى التي يحملها القائمون على هذا المشروع حيث تبدو المساحات القريبة منه خالية ومهيأة للتوسع فيها. مرافق المنتزه يشتمل المنتزه على العديد من المرافق الضرورية منها والترفيهية فإلى جانب كونه يضم أكثر من مائة استراحة دائرية قطر كل منها 12 م محاطة بالأشجار الكبيرة التي تعطي كل أسرة حريتها وخصوصيتها إلى جانب ذلك فالمنتزه يضم 6 دورات مياه كبيرة متباعدة وملاعب رياضية تزيد مسحتها عن 450 م طولا و100 م عرضاً.. وكذلك مسجد ومواقف واستراحة كبيرة لضيوف محافظة عنيزة..بالاضافة إلى أكثر من مضمار للجري ليتسنى لهواة الرياضة ممارسة رياضتهم أياً كانت الأمر الذي يحقق لمرتادي المنتزه كل ما يحتاجونه خلال رحلاتهم من التمتع بنزهة كاملة، وقد صمم هذا المنتزه على شكل شجري يمثل طريقه الرئيسي ساق الشجرة وطرقه الفرعية أوراق الشجرة ويصل عدد الاشجار المتوقع زراعتها 4500 شجرة كما سيتم مستقبلاً سفلتة الطرق وانارة الاستراحات واضافة بعض اللمسات الجمالية. القضاء على التصحر وبعيداً عمن يقفون خلف هذا العمل الكبير أحببنا أن نلتقي ببعض المواطنين أبناء المحافظة للاطلاع على مرئياتهم حول هذا المشروع وللوصول إلى أحلامهم وتطلعاتهم التي قد تكتمل باكتمال المنتزه. حيث التقينا بالمواطن عبدالعزيز بن عبدالرحمن العقيل الذي تحدث لنا بقوله: حقيقة لم أكن أحمل في تصوري أن يتم تنفيذ أي مرحلة من مراحل هذا المشروع العملاق.. فقد توقعنا أن يظل حلمنا مجرد حلم يداعب مخيلاتنا نظراً للصعوبة في تحقيقه ولكننا اليوم أدركنا أن هنالك رجالاً يمثلون المواطنة الحقة ومستعدون لكل عمل وطني يعود على الجميع بالنفع والفائدة. وأقول بأن جميع ابناء المحافظة يراودهم الحلم نفسه فزراعة الأشجار في بقعة من الصحراء والقضاء على التصحر فيها ليس بالأمر الهين وكل ما نتمناه هو أن يرى هذا المشروع النور في القريب العاجل. محمد عبدالله الحركان أعرب عن سعادته بفكرة المشروع وقال: كم كنا نتطلع لمثل هذه المشاريع الحيوية المهمة، التي تعمل على تطور ورقي المحافظة والمنتزه بما يضمه من مرافق ومساحات شاسعة سيصبح متنفساً جيداً لنا جميعاً صغاراً وكباراً .. وأضاف: العمل الجبار الذي يتمثل بهذا المشروع لا يمكن أن يتحقق إلا بوقفة رجال المحافظة المخلصين الذين عودوا ابناءها على وقفاتهم الصادقة. مستقبلية المشروع إن ما تم تنفيذه من هذا المشروع بإمكانيات محدودة يؤكد بما لا يجعل مجالاً للشك أن هناك طاقات بشرية تكمن في كل فرد من أفراد العمل.. كما أن مواصلة التنفيذ بنفس الامكانيات لا يمكن أن تتحقق فعلينا جميعاً أن ندرك أن مستقبلاً غامضاً قد يعيق هذا المشروع ما لم يتم توفير الامكانيات اللازمة لتحقيق النجاح المرجو بشتى الطرق والوسائل. نجزم ان رجال الاعمال واصحاب المؤسسات هم الأعلم بالكيفية التي يتم من خلالها مواصلة العمل الجبار لكننا نحن لا ندرك ذلك سوى في أمرين أحدهما دعم ومساندة رجال الأعمال والمؤسسات في المحافظة والآخر طرح المشروع للاستثمار إما من أحد القطاعات الخاصة أو إحدى الجهات الحكومية. ووضع رسوم على دخولية أية سيارة وإيجاد أسواق تجارية توفر احتياجات المرتادين وتأجير الملاعب وغير ذلك كلها طرق استثمارية يمكن من خلالها درّ المرابح الكبيرة من هذا المشروع وإن لم يكن ذلك فدعم رجال الأعمال واجب وطني لن يبخلوا في تقديمه تجاه بلدهم الغالي.