على الرغم من أن شرع الرب الحكيم لا يمنع زواج الرجل بمن هي أكبر منه سناً.. إلا أن هذا أمر نادر الحدوث في الكثير من المجتمعات.. وإن حدث بالفعل فإن الرجل يكون عرضة للألسن ويواجه باحتجاج صارخ من الأهل وذلك خوفاً من عدم استمرار الزواج وفشله.. عن الزواج بكبيرات السن ومدى نجاحه في مجتمعنا كانت هناك بعض الآراء التي نطرحها في التالي: رأي شرعي البداية كانت مع الشيخ/ محمد الجويعي المرشد بشؤون التوعية الدينية بالأمن العام ومأذون الأنكحة حيث قال: الحمد لله رب العالمين القائل: (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد القائل: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومنه لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وزواج الرجل من امرأة تكبره في السن ليس هناك ما يمنع من لا في الشرع ولا حتى في العادة الاجتماعية والأمر في ذلك واضح من حيث التجربة والواقع ففي الشرع يكفي زواجه صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين (خديجة بنت خويلد) رضي الله تعالى عنها فهي تكبر بعلها بعشرين سنة تقريباً. بل إن أهل السير وأهل العلم رحمهم الله ذكروا أن زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة مع فارق السن من التوطئة والتهيئة لتحمل الرسالة والدعوة إلى الله جل وعلا. وهذا في حد ذاته سنة ينبغي للدعاة إلى الله أن يحذوا حذوها ويأخذوا بها. وواصل الجويعي حديثه قائلاً: إيضاً فيه من الفوائد الكثيرة بالنسبة للمرأة وللرجل وللمجتمع ما لا يحصى من إحصان لكلا الطرفين، وسد لثغرة الفساد وتقليل له، وأيضاً أقل في التكاليف في غالب الأحوال وأيضاً للقضاء على العنوسة التي تشتكي منها البيوت وحل لمشكلات التأخر في الزواج. ومن سبر تاريخ الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم من التابعين وتابعيهم إلى زماننا هذا يعثر على الكثير الذين تزوجوا من نساء يكبرنهم في السن وقد اغتبطوا بذلك وإن وجد منهم من تعثر في الحظ فهو نادر جداً وحالات شاذة لا حكم لها. وإني بحكم المأذونية لمست عن قرب حالات كثيرة النتائج منها طيبة ولو كانت تكبره سناً ولله الحمد والأزواج مغتبطون ويشكرون الله على توفيقهم، بل إن البعض منهم يفضل الزواج على الثيب أو على من مر على بلوغها سنوات لأنها أعقل وتكون متفهمة لأمور الزواج والعلاقة الزوجية. وأعرف من تزوج بأمهات يتامى سواء قريبات نسباً أو بعيدات واحتسب على الله كفالة ايتامها فكان زواجه سبباً في نجاحه في دنياه وفي نظرة مجتمعه فكثر الله أمواله وفتح له أبواب الرزق وكان من قبل فاشلاً متعثراً في طلب عيشه، وما ينتظره في الآخرة أعظم أجرا وأحسن مآلاً إذا صلحت النية وتحلى بالصبر ونبذ الوساوس وما يقال حول زواج الرجل ممن تكبره في السن مما لاحقيقة له في الواقع ولا يقوله عاقل فضلاً عن المتدين بدين الإسلام دين الرحمة والتكافل والإحسان، وإنما هو من قول الجهلة ومن ليس لديهم خبرة ولا حتي مسكة من العقل والإنصاف. وأقولها مرة أخرى الواقع شاهد بذلك أعني ايجابية الزواج من الكبيرة والأرملة وبخاصة من لديها أولاد فاقدموا وجربوا وإن شاء الله التوفيق حليفكم والنجاح أمامكم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. كما تحدثت الأخصائية الاجتماعية نجلاء أبو غنيمة وقالت بأن الزواج لا بد أن يكون قائماً على الاحترام والمودة والتكافؤ لذا نجد الزواج من امرأة تصغر الرجل أو تكبره بأعوام قليلة زواج نعتبره طبيعي ولكن غير الطبيعي زواج الرجل من امرأة تكبره أعواماً عديدة لأن في ذلك ابعاد. البعد الأول الطلاق: وأول أسبابه فارق السن وهو بأن تكبره الزوجة بسنوات عديدة فتواجه المشكلات لعدم تكيفها مع الحياة الزوجية ولقد صادفتنا بعض الحالات التي كانت تعاني من مشاكل اجتماعية ونفسية مع أزواجهن بسبب فارق السن وقلة الوعي لدى بعض الرجال للطبيعة البيولوجية عند المرأة بعد انقطاع الدورة الشهرية وهذا يحدث عند بلوغ المرأة مرحلة عمرية ما بين 45 50 سنة. ثاني أسباب الطلاق الناحية العقلية: حيث تكون المرأة لديها نضوج اجتماعي بخلاف الرجل الذي تقترن به بالتالي ينعدم التكافؤ بينهما ما يؤدي هذا إلى المشاكل في حياتهما الزوجية. ثالثاً الضغوط الأسرية قد نجد الزوج يتعرض لهذه الضغوط من قبل الأهل على زواجه من امرأة تكبره أعواماً عندها يفشل الزواج بالطلاق. ثالثا: الظروف الاقتصادية: يبحث الرجل عن امرأة تكبره للزواج منها لرغبته في الحصول على نواحي مادية وعندما ترفض الزوج تنفيذ رغباته تحدث المشاكل بينهما وتكون النتيجة الطلاق. البعد الثاني نجاح هذا الزوج ويرجع ذلك لعدة أسباب: أولاً من الممكن أن ينجح مثل هذا لزواج إذا كان هناك توافق في الناحية العقلية ولكن قلة. ثانياً النضوج الاجتماعي لدى المرأة قد يجعلها تتحمل بدرجة كبيرة تصرفات زوجها لعدم رغبتها في أن يفشل زواجها أو ليتسنى لها من هذا الزوج إنجاب الأطفال. ثالثاً معرفة الزوجة بأن هذا الزوج لديه الرغبة في الحصول على بعض النواحي المادية فتقدمها له مقابل الزواج منه. وعن نظرة المجتمع تجاه هذا الزواج قالت أبو غنيمة يوجد فئة معارضة وفئة مؤيدة.الفئة التي تعارض مثل هذا الزواج يكون غير مقبول اجتماعياً وتكون صعبة عليهم. أما الفئة التي تؤيد تكون الأسباب واضحة لديهم خاصة عندما يكون لديهم المعرفة التامة بأن هذا الزوج ليس لديه القدرة على توفير الناحية المادية مما يجعله يتزوج من زوجة تكبره أعواماً لديها إرث، أو دخل أو خلاف ذلك مثل النضوج الاجتماعي وقد يبحث الرجل عن زوجة تكبره بسبب فشله في زواجه من امرأة تصغره في السابق. وأيضاً يجب ألا نتجاهل القسمة والنصيب في زواج الرجل من امرأة تكبره بالعمر والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.