للوطن موعد مع عرس طال انتظاره بعد أعراسه المتتابعة فيما مضت من أيام عيده السعيد ومشروعات النماء والعطاء ويوم الوطن البهيج بذكرياته وما تحمل من معاني وحدة الوطن وعز المواطن نعيش اليوم عرساً آخر بعودة القائد ورجل الخير وملك القلوب سيرة وعطاء وقد جبلت النفوس على ود من يسدي لها صنيعاً فالحب لا يولّد إلا الحب . عبد الله بن عبد العزيز الذي أورد اسمه مجرداً من الألقاب لأن مواطن هذه الأرض يدرك أن أبناء الملك عبد العزيز - رحمه الله - حملوا هذا الإرث عن أبيهم تواضعاً، وقد عرف سموه بأياديه البيضاء سعياً للخير وحرصاً عليه وبذلاً له فكم من مريض أقعده الداء وأثقله ضيق ذات اليد ليقف عاجزاً عن العلاج وسدت أمامه السبل فلم يجد بعد باب الله تعالى باباً سوى باب القائد الخير يبثه لواعجه وشدة معاناته فتمتد له اليد الحانية تكفكف دموعه وتتكفل بعلاجه وتخفف آلامه ليصبح ملك القلوب في قلوب أبناء الوطن حباً تحمله ورمزاً للإنسانية تعتز به. فكم من كرام جبرت عثراتهم وكم من أرامل وأيتام واصحاب احتياجات خاصة وعامة مسحت دموعهم وفرجت كروبهم وأدخلت - يا صاحب القلب الرؤوم الذي وسع الخير كله - البِشْرَ على نفوسهم. ولعلي لا أبالغ حين أقول انني لا أشك لحظة وطيلة مراحل علاجه كانت تحفه دعوات الخيرين بأن يمنّ الله تعالى عليه بالصحة والعافية ومن أولئك من لو أقسم على الله لأبره. فهنيئا لمليكنا هذا الحب فهو ثمار ونتاج عمله وهنيئاً للوطن بعودته فقد وسعه قلب عبد الله المحب له أرضاً وشعباً هنيئاً لكل مواطن هذه العودة الميمونة فأبو متعب لم يغب الوطن عنه لحظة على الرغم من مشاغله الجسام، فقد كان معه حساً وروحاً. كما أن أبناء الوطن بقي عبد الله معهم يتساءلون عن عودته سؤال المشتاق لأقرب الأقربين له ولا غرابة إن قلنا هو إخلاص القلوب التي أسرها الوفاء من رجل الوفاء لتبقى على العهد مخلصة تحمل حباً لقادتها حد الدهشة تتوارثه أجيالها وتتعمق جذوره في أعماقها حباً لا تزيده الأحداث إلا صلابة لأنه من أمة وفية لقادة أوفياء فكان تلاحماً يحمل سمة سعودية تتميز في خصوصيتها تلك. حمداً لله على السلامة أبا متعب وحفظك الله ذخراً وعزاً لشعب تحبه ويحبك. مسفر القحطاني محرر بمكتب الجزيرة بالخرج