لبس الوطن أبهى حلله.. رسم ابتسامة عريضة على محياه.. ابتسامة صادرة من القلب للقلب.. عاش الوطن فرحة لا تقارن.. وبان حجم التلاحم بين القيادة والمواطن.. تسابق المواطنون بعفوية وصدق على تبادل التهاني بعودة خادم الحرمين الشريفين بعد رحلة علاجية ناجحة ولله الحمد والمنة.. غادر خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - في رحلة علاجية كانت الشفافية والوضوح عنوانها الأول منذ السابع من ذي الحجة الماضي، وحتى المائة يوم التالية.. ظل الشارع السعودي والعربي يترقب الأخبار ويلح في السؤال وكانت التطمينات تهل عليه، حتى جاءت البشارة الكبرى بقرب عودة (حبيب الشعب) إلى الوطن الذي شغفه حباً وعشقاً وإخلاصاً. لقد أكدت الرحلة العلاجية لخادم الحرمين ما يكنه له الشعب من حب وولاء، وهو الحب الذي ظهر سابقاً في رحلة سمو ولي العهد العلاجية قبل عامين.. وهذا كله نتاج طبيعي لما تقدمه القيادة الرشيدة للوطن وشعبه.. فجاء الولاء صادقاً والحب متبادلاً.. سلمت يا وطني، وسلمت قيادتك.. ودامت أفراحك.. وتواصل عزك وشموخك إلى الأبد بإذن الله.. الهلال هو الهلال في ظل ظروفه وملماته ومساءاته الحالكة، يظل الهلال هو الهلال.. ويبقى الزعيم زعيماً، وتبقى الصدارة والأولويات (ماركات) مسجلة باسمه لا ينازعه عليها أحد. خلال الفترة الأخيرة، تعرض عدد من نجومه للإصابات (ياسر - الغنام - الدوسري - ويليهامسون - شراحيلي - خيرات - الزوري - المحياني.. إلخ) وأوقف اللاعب الأجنبي ميريل رادوي.. وظن البعض أن الدوائر ستدور على الهلال، وأن فرصة منافسيه قد حانت لسداد شيء من الديون.. لكنه الهلال يلعب باسمه وشعاره لا بأسماء النجوم ولا بحضورهم أو بغيابهم!! الهلال للذين يعرفونه جيداً فريق لا يتأثر بغياب لاعب أو ثلاثة أو عشرة!! أما للذين لا يعرفونه جيداً فإنه الفريق الذي يأتي من أصعب الأبواب وأشد الطرق وعورة لكي يقول لهم من يكون.. وكيف يستطيع الوصول إلى أهدافه.. وكيف يوثق النجاح بنجاح آخر.. والبطولة بأختها.. واللقب بمثله!! من حسن حظ الهلال.. ومن سوء حظ منافسيه أن يصاب عدد من لاعبيه أو يوقف عدد آخر.. فهي فرصة سانحة لكي يؤكد أنه المعين الذي لا ينضب، والفريق الذي لا يتوقف.. والعجلة التي لا تعرف إلا الدوران.. كانوا يقولون.. سيسقط الهلال لكبر متوسط أعمار لاعبيه.. فماذا سيقولون الآن لفريق يتصدر ويوالي الحضور بأسماء شابة لا يزيد متوسط أعمارها عن ال24 عاماً.. يقولون ويفعلون وينتظرون.. ومن المؤكد وحسب المعطيات الحالية أن الأمد سيطول بهم وهم على هذه الحال.. فقد ذهبت أجيال وجاءت أجيال.. وبقي الحضور الأول للهلال.. والصدارة لا تعرف فريقاً سوى الهلال!! يقولون وينالون ويقللون ويحاربون.. لكن ذلك كله يذوب في بحر الإبداع الأزرق الذي لا تهزه الأقوال.. ولا تنال منه حروب التشكيك.. ها هي الأيام تتوالى وها هي الحقيقة الثابتة تزيد ثباتاً.. الهلال ثابت والبقية متحركون.. منذ فجر الرياضة السعودية الأول، وحتى يومنا هذا. أخيراً.. لقد وجه الفريدي والقرني والعابد وشافي رسالة قوية إلى بقية نجوم الفريق.. من مصابين وموقوفين.. (الهلال لا يتأثر بغياب أحد.. أي أحد) كائناً من كان.. فهل وصلت الرسالة؟؟ مراحل.. مراحل عجباً لهم.. عندما كانت ألقاب اتحاد الإحصاء والتأريخ تصب على أنديتهم كانوا يحتفلون بها.. وعندما فاز الهلال بالألقاب بدأت حملة التشكيك والتندر!! يقول: (أنا لا أعترف باتحاد الإحصاء).. وأقول له: (ما درى عنك أحد)!! احتفلوا بإيقاف رادوي.. واحتفل الهلال بالانتصارات وتوسيع الفارق في الصدارة والابتعاد عن أقرب المنافسين!! عندما كان الهلال يوسع الفارق في دوري الموسم الماضي، كانوا يقولون إنه استغل ضعف المنافسين.. السؤال.. هل زاد الهلال قوة.. أم زاد المنافسون ضعفاً.. أفتونا مأجورين!! الفريدي بدأ يعود لأيام البداية والإبهار.. أما العابد فهو الأسطورة المقبلة بإذن الله..!! أما القرني فكانوا (يحلمون)!! لو استمع الاتحاديون لتحذيرات مانويل وجوزيه.. لما حدث لفريقهم ما حدث ولما تواصل خفوت الفريق بهذا الشكل!! الوحدة على باب إنجاز تاريخي.. خطوة فقط.. وعلى ملعبه أيضاً ويجد الفريق نفسه في النهائي الحلم الذي طال انتظاره. الضغوط النفسية والجماهيرية بسبب (الغياب الطويل) يكشفها التوتر الذي يصاحب لاعبي الفريق واحتجاجهم على كل شيء.. حتى على رمية التماس!! بالكاد فازوا على فريق الدرجة الأولى.. وفوق ذلك أكد المحللون أن الحكم قد حرم الأخير من ضربتي جزاء.. ثم يتحدثون عن منافسة الكبار. اللاعب.. شارك مع فريقين قبل فريقه الحالي.. ولم يكن يظهر بهذا السلوك.. فما الذي حدث؟؟ تقدم خطوة في طريق العودة بهدفه في مرمى الفريق.. ثم عاد خطوات للوراء.. من علامة الجزاء. لم يكن توقيت إصدار القرار ذا تأثير على الفريق الكبير كما كانوا يظنون!! ما الذي يحدث للاعبي النادي النموذجي الشباب عندما يلعبون أمام الهلال.. ولماذا هذه الخشونة المرفوضة؟؟ حتى مدرب الفريق لا تظهر احتجاجاته إلا أمام الهلال.. وكلنا نتذكر ما حدث منه قبل موسمين!! [email protected]