فرح الوطن وامتلأ بهجة وسروراً وازداد سعادة وحبورا بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ملك قلوب الناس محبة واحتراماً، عاد بعد أن مَنَّ الله عليه بالعافية والشفاء وكساه الله رداء الصحة والسلامة أدام الله عزه ورفع ذكره. • عاد الملك إلى الوطن الذي هو أمل الوطن الخفاق، وقلبه الحي النابض قد رفع لواء العلم وأعلى قمم النهضة، وأرسى قواعد التنمية وأصبح التعليم من أكبر اهتمامات خادم الحرمين الشريفين فقد دعم العلم وآزره حتى استغلظ فاستوى على سوقه لأن نشر العلم والدعوة إليه سواء في التعليم العام أو العالي يعني الاهتمام بالعقل البشري والارتقاء به إلى سلم المجد والعلا وبناء الفكر السليم له فهذا هو الذي يورث الخير ويبعد عن الشر، بل هو المعيار الذي يميز به بين الأشياء، وأصبح التعليم في عهده يعيش أبهى وأزهى وقته. • إن كل مواطن يبتهل إلى الله تعالى بالشكر التام والثناء الكامل أن مَنَّ الله على خادم الحرمين الشريفين وأعاده الله إلى أرض الوطن متوجاً بالصحة والعافية تعلوه الابتسامة والفرح برؤية المواطنين وتعلو وجوه المواطنين البشرى والسرور، وهم يرون قائدهم وباني نهضة حياتهم بينهم، يهتم بشؤونهم، ويتابع قضاياهم ويتفقد أحوالهم ويواصل مسيرة العطاء والنماء في وطنهم وكل مشاعر الحب والوفاء قد فاضت على وجوه المواطنين لقائد مسيرتهم. • إن فضل الله على خادم الحرمين الشريفين لعظيم فقد سخره الله لخدمة هذا الدين والاهتمام بشؤون الحرمين وتهيئة كل السبل وتسهيل كل الأمور لقاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسوله- صلى الله عليه وسلم- ومن كان كذلك فإن الله معه يؤيده ويعينه ويحفظه ويبارك في عمره وحياته، إن هذا الشعب الوفي يتطلع من قائده كل خير وازدهار للوطن والمواطن، كما هي عادته المباركة فهو صاحب المبادرات المحلية والدولية التي نفع الله بها الناس. • ولقد خص الله خادم الحرمين الشريفين بمزايا وفضائل، جعلته يتبوأ مكانة عالية من الحب العميق في القلوب، ففيه من عاطفة الخير والبر، والرحمة والإحسان، وفيه من حبه لشعبه حباً فياضا لا حدود له، وفيه من حب العدل والإنصاف وإيصال الحق لأهله ما يجعله كفيلا أن ينزل الله عليه البركة ويديم عليه سعادته بشعبه، وسعادة شعبه به ونصرته لدينه وجمع كلمة المسلمين. • كيف لا يفرح الوطن بهذه العودة الميمونة وهو ينعم بأعظم نعمة في الوجود ألا وهي نعمة الإسلام، والاجتماع عليه الذي قامت عليه هذه الدولة منذ نشأتها، فقد قامت على منهج الكتاب والسنة وطريقة السلف الصالح عندما أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله وتوالى من بعده أبناؤه الملوك إلى أن جاء هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنها نعمة الاعتصام والاجتماع في هذا البلد الآمن المستقر، لقد ذكرنا الله بهذه النعمة في قوله: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} فإذا رأى الناس قيادتهم تتمسك بهذه النعمة وتدعو إليها وتأمر بها فهذا من التوفيق والسداد الذي أمر الله بالمحافظة عليه وهو مصدر العز وصمام الأمان وهذا يدل على أن هذا الوطن وطن واحد متماسك ومترابط ومتعاون. • لقد اشتاقت النفوس وتطلعت لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بين شعبه وفي وطنه، وهاهو يحل بسلامة الله ورعايته إلى وطنه أدام الله عليه رعايته، وبارك في عمره بالصحة الوافرة والهناء الدائم. د.عبدالله بن عبدالرحمن الشثري وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية