الساعة تشير إلى 7:02 م،الأبصار شاخصة إلى شاشات التلفزيون،والريق سدت مجاريها، الآذان اتسعت. ظهر نائب رئيس الجمهورية على الشاشة ، وجهه مكفهر ومستاء ، يعلن عن تنحي سيادة الرئيس..... عندها عانقت الزغاريد شرفات المنازل ، صرخ الجميع صرخة الإجهاض ، الهتافات بيوم الغضب الخامس والعشرين من يناير، وبجمعة الخلاص ، والأغاني الوطنية في كل مكان ، الأموات عادوا للحياة ، في صوت أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب، وهم يتغنون في عشق مصر. القصاصات الكرتونية التي كتب عليها (يسقط الرئيس)، أُلقيت في نهر النيل لتغسل خطايا الزمن ، والأعلام الكبيرة الضخمة التي حملها الشجعان أصبحت كفنا لعهد بائد، الدبابات محيطة بميدان التحرير، وعناصر الجيش يلوحون بأيديهم ، بين كل هذا شق رجل فارع طريق الفرح وهو يحمل طفلة صغيرة على أكتافه تردد عبارات لا تفهمها (المصريين أهما عزم وإصرار وهمة)! وضعها على جنزير الدبابة الضخمة..رفعت ساعديها بعلامة النصر وابتسامة تخفي عينيها الجميلتين.. التقط لها صورة تذكارية،ثم مد يده لينزلها ، ناولها بعض الحلوى.. وقال: الحلاوة دي عشان أنتِ بنت شاطرة بتِحب مصر وعشان الريس مشي خلاص. ردت قائلة: وإيه بعد الحلاوة يا بابا؟