بعد 125 عاماً من دفنه تحت الأرض جراء أحد أكبر النشاطات البركانية على الإطلاق أعيد اكتشاف أول مكان للجذب السياحي في نيوزيلندا كان الرحالة الدوليون وصفوه في أواخر القرن التاسع عشر بأنه يمثل العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا». وقال العلماء النيوزيلنديون والأمريكيون إنهم عثروا على شرفات ذات لون قرنفلي وأبيض على عمق 60 متراً أسفل بحيرة روتوماهانا التي تقع على بعد 30 كيلو متراً من روتوروا في قلب منطقة الحرارة الجوفية بمركز الأرض في نورث أيلاند. واختفت هذه الشرفات، التي وصفت عند اكتشافها لأول مرة بأنها عبارة عن درج صخري يشبه المروحة مطلي بعناية فائقة باللونين القرنفلي والأبيض ويرتفع إلى أعلى مثل تورتة زفاف عملاقة من شواطئ البحيرة، عندما تعرض جبل تاراويرا القريب للانفجار في العاشر من يونيو 1886 جدير بالذكر أن ثوران البركان الذي دام خمس ساعات أدى إلى انشطار الجبل البالغ ارتفاعه 1111 متراً إلى نصفين حيث قذف الرماد والحمم لتغطي مساحة بلغت آلاف الكيلومترات المربعة بمنطقة الريف حيث دفنت ثلاث قرى بالكامل وقتل نحو 153 شخصاً، وفر مئات من ديارهم بعد أن ارتفع الدخان إلى 10 كيلومترات في الجو. أدى هذا الانفجار إلى نضوب المياه في بحيرة روتوماهانا («البحيرة الدافئة» في لسان ماوري) لكن تم تكبيرها بصورة هائلة عندما أعيد ملؤها بالمياه الآتية من الينابيع الحارة التي تتدفق من أعلى الخط الساحلي وبفعل البخار المنبعث من ضفافها لكن مع عدم توفر أي علامة تدل على وجود أضخم شرفات في العالم. وقال العلماء إنهم عثروا على جزء من الشرفات أثناء قيامهم بعمل خرائط لقاع البحيرة البالغ مساحته 8 كيلومترات مربعة وفحص نظامه الحراري. وأظهرت صور تم التقاطها بواسطة الموجات الصوتية عن طريق كبسولتين تعملان بصورة آلية تحت الماء درجا مكسوا بالسخام لونه قرنفلي وأبيض على شكل هلال على ارتفاع متر إلى مترين من القاع ويمتد إلى أسفل بنحو 70 متراً. وأوضح مدير المشروع كورنيل دي روند أن «أول صور بالموجات الصوتية أظهرت جزءاً بسيطاً من الشرفات ولذلك قمنا بمسح المنطقة مرتين وصرنا الآن على يقين بنسبة 95 % بأن ما نراه هو الطبقتين السفليتين للشرفات القرنفلية اللون». وقال لم نعثر على أي مؤشر على وجود الشرفات البيضاء الأكبر حجماً حيث إما اأن تكون قد دمرت أثناء ثوران البركان أو أنها لا تزال مخبأة أسفل الطبقة المترسبة السميكة التي لا تستطيع الموجات الصوتية اختراقها. المؤرخة مارجريت ماكلور صرحت لصحيفة نيوزيلندا هيرالد بأن الشرفات وشلالاتها الساخنة هي التي ستجتذب السائحين إلى البلاد التي يزورها سنويا 2ر5 مليون أجنبي في السنة.