لعل ما شاع والتصق في أذهان الغالبية من أفراد المجتمع أن رسالة المؤسسة التربوية والتعليمية منحصرة في كم من المعارف، التي يعرفها الطالب والمهارات التي يكتسبها بالإضافة إلى تهذيب الجوانب السلوكية لدى الطلاب في المواقف التربوية، وقد بقيت تلك الصورة ملازمةً لرسالة المدرسة، بل ظلت بمثابة روحها إلى عهد قريب إن لم تكن باقية إلى يومنا هذا. والحقيقة أن دور تلك المؤسسة لا بد أن يتخطى تلك الأدوار ولا سيما في هذا العصر الذي تعدَّدت فيه مصادر تشكيل الفكر وبناء العقليات ومن ثم نتاج ذلك سلوك مستند إلى قناعة تامة شكلتها تلك المصادر ووضعت أسسها وملامحها الرئيسة، وتأتي الشبكة العنكبوتية المعين الأول في تلك المصادر التي يعب منه الجميع على اختلاف فئاتهم العمرية وتباين مستوياتهم العقلية، وغدت مصدراً للمعلومة ومرجعاً في الخلاف حول المعلومة، ولا شك أن ذلك الأمر يحتم أن تضيف المؤسسات التربوية دوراً ثالثاً يعنى بالفكر بحيث يجلي المفاهيم الغائبة ويصحح القناعات الخاطئة حتى يصبح النشء محصناً ضد الأفكار الهدَّامة والمبادئ الزائفة ويقطع بها الطريق أمام كل من يحاول تلويث أفكار الناشئة داخل المؤسسة التربوية وخارجها وذلك من خلال إدراج مادة بعنوان الفكر والسلوك يقف على إدراج مضامينها ومحتواها نخبة من المختصين في التربية وعلم النفس والاجتماع والعلوم الشرعية عبر الضوابط الآتية: 1 - يبدأ التلميذ بتناول مفردات المادة من المرحلة الابتدائية. 2 - يتدرج في المفردات حسب الفئة العمرية والمرحلة السنية. 3 - يراعي في إسناد تدريس المادة للمتميزين من المعلمين في فكرهم وسلوكهم. 4 - التركيز على الجانب التطبيقي في مفردات تلك المادة وعدم الاكتفاء بجانب النظريات. متمنياً أن يلقى هذا الطرح المتواضع اهتمام المعنيين بالشأن التربوي والتعليمي. - مدرسة ملهم الابتدائية