حذرت دراسة حديثة أجريت أخيرا على مجموعة من الشباب في سن المراهقة، من تبني المراهقين لبعض الأفكار الهدامة والمعتقدات الخاطئة، وكشفت الدراسة عن 47 مخالفة يمارسها الشباب في مثل هذه السن. وقال الباحث التربوي عبدالله بن دخيل الله المنتشري إن الدراسة العلمية التي نال عنها درجة الماجستير من جامعة أم القرى كشفت عن وجود حالات مشابهة لحالة حمزة كشغري بين أوساط الشباب وخاصة طلاب المدارس ولكن بنسبة ضعيفة. وأوضح أن الدراسة الميدانية كشفت عن واقع المخالفات التي يمارسها الطلاب من سن (12 15 سنة)، ومن أبرزها الايمان بأفكار هدامة، حيث أشار 2.92% من عينة الدراسة التي شملت المعلمين أعضاء لجنة السلوك إلى أن هذه المخالفة موجودة بين الطلاب ولكن بنسبة ضعيفة. ومن بين المخالفات التي كشفتها الدراسة والمتوسط الحسابي التراكمي لها ترويج المخدرات . 1.07، تزوير الوثائق الرسمية . 1.31، توزيع المواد الإعلامية الممنوعة 1.32، الاستهانة بشيء من شعائر الإسلام 1.41، الحضور للمدرسة بهيئة تنافي الخلق الإسلامي 1.41، إلحاق الضرر بممتلكات أحد الموظفين بالمدرسة 1.91، تزوير توقيع ولي الأمر 2.04، إثارة الفوضى داخل محيط المدرسة 2.46، امتهان الكتب الدراسية 2.67. وبين أن الدراسة أشارت إلى أهمية الاهتمام بهذا الموضوع، حيث إن اعتناق المذاهب الهدامة ووجود هذه المخالفة بين الطلاب له مؤشرات خطيرة ويدل على خلل تربوي أسري بالدرجة الأولى، فالأسرة هي المعني الأول بالتربية على الفطرة الإسلامية. وبين أن مرتكب هذا الانحراف قد يكون اقتبس انحرافه واعتناقه للفكر الهدام من الخدم في المنزل أو من بعض مواقع الإنترنت، واعتبرت هذه النتيجة دعوة جادة للباحثين للتعرف على أبعاد هذه المشكلة وأسباب حدوثها ومصادرها. كما جاءت نتائج الدراسة ببعض سمات الطالب في هذه السن، بحيث يجب مراعاتها حتى يصبح ضمن الفئة الفاعلة المستقيمة وليس المنحرفة، ومنها أن الطالب في هذه السن يعيش غالباً في صراع داخلي بين كثير من الحاجات النفسية والاجتماعية، وأنه لا يعطي الأمور وزنها الطبيعي والتهور في السلوك والتصرفات، إضافة إلى أنه في هذه السن يعيش مرحلة التمرد على الأنظمة والقوانين والقيم بداعي الانتقام والبحث عن الحرية، ويعيش مرحلة محاكاة، ويبحث عن قدوة يتقمص شخصيتها. وتوصي الدراسة بأهمية تثقيف المعلمين عن الخصائص السلوكية لطلاب المرحلة المتوسطة وأساليب التعامل معهم. والاهتمام بجانب الإرشاد الطلابي واختيار المعلمين المؤهلين للعمل في هذا المجال. وتوظيف أساليب التربية الإسلامية في تهذيب النفس البشرية من خلال المنهج المدرسي وطرق التدريس والتنوع فيها بما يناسب الموقف التعليمي، والاهتمام بجانب العلاقات الإنسانية حتى تصبح المدرسة مكاناً محبباً للطلاب ومناسباً لتربيتهم وتعليمهم، والاهتمام بالبيئة المنزلية لتصبح بيئة ملائمة للتربية والتعليم من حيث مقر الإقامة والعلاقات الأسرية، وتقديم الدراسات التربوية المتخصصة في مجال المخالفات السلوكية وعلاقتها ببعض المتغيرات، مثل الجنس، المرحلة الدراسية، المبنى المدرسي، أنماط الإدارة المدرسية، وتقديم الدراسات التربوية المتخصصة في العلاقات الإنسانية ودورها في الحد من المخالفات السلوكية المدرسية.