يجمع المختصون والباحثون على أن الحكومات وجدت للعمل التنظيمي للشعوب والقيام على كل ما يعمل على استقرارها وتقدمها ونهضتها، ولذلك فإن المشاريع التي تقوم بها هي جزء من واجب المسؤوليات الملقاة على عاتقها تجاه الوطن والمواطنين ومن الطبيعي أن يكون هناك تجاوب بنّاء ما بين المواطنين والحكومة والمشاريع التي يتم إنشاؤها خدمة للمواطنين وإعزازاً للوطن وتاريخه. ومن هنا عندما نقوم بزيارة لأحد المرافق العامة والمتنزهات الحكومية نرى عجباً في تصرفات الكثير من الناس سواء كانوا مواطنين أو وافدين من مثل: قلة الاهتمام بهذه المنشآت والمرافق العامة إلى عدم المحافظة على المرفق ويصل الأمر في أحايين كثيرة إلى إحداث تلفيات كبرى فكأن الأمر لا يعنيهم وليس لهم مصالح فيه، ويمثل غياب الوعي نقطة مهمة في هذه الناحية لمثل هذه التجاوزات، بل إن الأمر ليبلغ غايته حينما نشاهد البعض ممن استلم أحد الممتلكات الحكومية كالمركبات مثلاً، تجده لا يبالي أي طريق سلك وفي أي مكان وضع ما اؤتمن عليه وغايته فقط استنزافها وتسليمها بالية هيكلاً دون حراك فهو يعتبرها من مكتسباته في هذه الحياة ويراها حقاً لازماً. ويندرج ذلك على استخدامه لأدوات مكتبية من طاولات وكراسي وأجهزة وغيرها فلا شعور أو إحساس لديه بالمحافظة على ذلك، بل إن البعض يتعمد إحداث الأضرار بهذه الممتلكات ويقول: (حلال حكومة ما يضره). والمجالات في ذلك أكثر من أن تعد ولكن العجب أن يصل الأمر في ذلك إلى مجالات مهمة الرياضية وأقصد بذلك ممارسة اللعبة وتمثيل الوطن في المحافل الدولية والذي يجب أن يكون على أكبر المستويات وأعلاها وألا يحدث أي تخاذل أو تكاسل عن رفع اسم الوطن، ومع الأسف فقد ظهر ذلك جلياً وواضحاً في البطولة الدولية لأمم آسيا التي أوضحت أن هناك فئة من اللاعبين يطبقون مقولة (حلال حكومة) من خلال عدم المبالاة بالقيام بالواجب عليهم عكس ما نشاهده حين نراهم في مباريات أنديتهم. وكذلك فإن أي حشد أو وضع عراقيل في مسيرة من يمثل الوطن ينطبق عليه ما ذكر سابقاً فحين أمرِّر أو أثير نقطة أو مشكلة معينة وأحدث بلبلة حول من يقوم بتمثيل منتخب بلادي وقبل الدورة بيوم أو بيومين فهذا من هذا الباب وفي نسقه، فبدل أن نوحّد الجهود ولا نكون عوناً للقائمين على متابعة مقولة (حلال حكومة)، نضع العراقيل والمعوقات في طريقهم لذلك لا بد أن يكون هناك محاسبة وردع وإجراءات صارمة لمن يتجاوز ويحاول أن يمس بأي عمل من شأنه الإضرار بمصلحة الوطن أو المواطنين. حفظ الله بلادنا وقادتها من كل سوء. - مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة [email protected]