بعد 30 عاماً أمضاها ممسكاً بزمام الحكم في مصر وبعد 17 عشر يوماً من المظاهرات الشعبية الشبابية العارمة تنحى الرئيس المصري حسني مبارك أخيراً أمس الجمعة من منصبه وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. وأعلن مبارك تنحيه أمس الجمعة بعد مظاهرات غير مسبوقة طالبت منذ اليوم الأول برحيله وأصرت على مطلبها وأخذت تتسع يوما بعد يوم حتى بلغت ذروتها الجمعة مع نزول حشود لاحصر لها إلى الشوارع. وأعلن اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية قرار تنحي الرئيس. وقال سليمان في بيان مقتضب (أيها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان). وكان المتحدث باسم الحزب الوطني الحاكم محمد عبد الله أكد لوكالة فرانس برس قبيل ذلك أن الرئيس مبارك موجود في شرم الشيخ. وفور إعلان النبأ سادت حالة عارمة من الفرحة مئات آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير بوسط القاهرة معقل الحركة الاحتجاجية منذ انطلاقها في الخامس والعشرين من يناير، وأخذ المتظاهرون يهتفون في حالة هيستيرية (الشعب خلاص أسقط النظام) وهم يصرخون فرحاً ويلوحون بالأعلام المصرية. كما فقد بعضهم الوعي من شدة التأثر. بينما أخذ آخرون في البكاء من فرط الفرحة. وكتب الشاب وائل غنيم خبير الانترنت الذي أصبح رمزا للثورة الشعبية في مصر على موقع تويتر (مبروك لمصر.. مبارك غادر القصر). وكان مئات الآلاف من المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع أمس الجمعة في القاهرة والإسكندرية ومعظم المحافظات للمطالبة مجدداً برحيل مبارك رافضين الاكتفاء بتفويضه صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان وتعهدات الجيش بضمان تنفيذ الإصلاحات السياسية التي وعد بها مبارك.