(جنادرية مصغَّرة) لقب ما برح يفارق ألسنة زوار مهرجان ربيع بريدة 32 عندما يتجولون لمشاهدة الدكاكين الصغيرة المخصصة للحرفيين والحرفيات وبيوت الشَّعر المخصصة للمأكولات الشعبية المنتشرة في أركان المهرجان وبين غابات النخيل التي أعطت أجواء شعبية محاكية للبيئة النجدية القديمة، كل ذلك لم يمر مرور الكرام على الأطفال من الزوار؛ حيث يلح الكثير من الأبناء على آبائهم بالوقوف أمام الصنَّاع - وهي التسمية القديمة التي كانت تُطلق على الحرفيين قديماً في مدينة بريدة - ومعرفة أسرار مهنهم. وقد طلبت الطفلة مرام (8) أعوام من والدتها الوقوف أمام سيدة تغزل النسيج، وأبت أن تقف مكتوفة الأيدي؛ فحملت أدوات المهنة، وطلبت من الحرفية تعليمها أبجديات الغزل؛ فنجحت في ذلك والسعادة تغمر عينيها. وهناك طفل آخر (10) أعوام لم يقف متفرجاً على أحد كبار السن وهو يبدي براعته بتقديم الألعاب الشعبية القديمة وممارستها بإتقان, حيث جلس أمامه طويلاً، وحفظ حركاته وسكونه, حينها طلب محاولة خوض غمار التجربة؛ ففشل في الأولى، وأتقن الثانية. وفي المقابل لم تكف الفتيات عن مطالبة سيدات الأُسَر المنتجة بتعليمهن أبجديات صناعة (المطازيز والجريش والقرصان والكليجا)، وهي الأكلات التي تشتهر بها منطقة القصيم؛ حيث تنصتت مجموعة منهن أمام إحدى البائعات بكل شغف؛ لمحاكاتها في كيفية إتقان الأطعمة المتنوعة التي تجيدها المشاركات في المهرجان بكل احترافية.