على الرغم من الصوت الشعبي المعارض لآلية نظام (ساهر) وليس النظام نفسه، فهذه الأصوات تتزايد يومًا بعد يوم إلا أن مسؤولي (ساهر) لا يأبهون بالأصوات المعارضة للآلية وهي في الحقيقة ليست معارضة بقدر ما هي تزيد المشاركة الجماعية في وضع قوانين وطرق الأنظمة المفروضة عليهم في شوارعنا وبأسلوب وشكل يتوافق مع إمكانياتهم ومستوى حياتهم المعيشية وليس بأسلوب الضرائب المادية المرهقة التي تنغص عليهم حياتهم، ومما يثير الشارع ويزيده احتقانًا هو أن المسؤولين القائمين على نظام (ساهر) ماضون في افتتاح وتطبيق النظام وبنفس الأسلوب في مناطق ومدن أخرى دون مراجعة وتعديل وإعادة دراسة الأنظمة والقوانين وطرق التطبيق المتكاملة فبالرغم من المعارض المتزايدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر منذ اتضاح فجوات ساهر وطريقته في المخالفات والذي كان مؤملاً منه أن يحقق الهدف الأسمى (الأمن المروري) في شوارعنا ولكن ذلك لم يتحقق، وما أدل على ذلك إلا قيام مجهولين بطمس أعين كاميرا ساهر في شارع الشيخ جابر بشرق العاصمة الرياض وهو الخبر المنشور في هذه الصحيفة يوم الاثنين 21 محرم، بل وصل الأمر بالبعض لابتكار طرق وأساليب تحذيرية أخرى وذلك بالكتابة على جدران الشوارع أو الأرصفة والتي توجد فيها كاميرات ساهر كتب عبارات تحذيرية بوجود كاميرا بعد مئات الأمتار، فلماذا يصر القائمون على النظام بمواصلة التوسع في التطبيق وافتتاحه في مدن أخرى من دون مراجعته وتعديل أسلوبه وعمله وتقنين أنظمته الجزائية ومما سيزيد الأمر تعقيداً هو البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من ساهر في شوارع الرياض والمتضمن رصد متجاوزي خط المشاة أو الانعطاف يمينا ووجوب الوقوف التام قبل الانعطاف، فبالرغم من الزحام المروري المتزايد في مدينة الرياض فهذا الوقوف التام قبل الانعطاف سيزيد من الزحام وحالات الارتطام من الخلف عند إشارات المرور، ومما يدور في ذهن البعض لدينا أن البعض يتساءل لماذا لا يكون الجزاء مثلا بسحب الرخصة وإقرار نظام النقاط أو سحب المركبة مدة معينة تزداد المدة مع تكرار المخالفة فلماذا العقاب مادي بحت، وخاصة أن العقاب المادي لا يحقق أهداف أي مشروع ناجح، فالمواطن ليس ضد النظام كفكرة ولكن تطبيقه لم يراعِ الفروق بين شرائح المجتمع فكانت جزاءاته عالية التكاليف ومرهقة لمدخرات الأسر المتوسطة، ومما هو معلوم أن النظام لم يطبق في أغلب المحافظات ومن بينها محافظتنا شقراء والذي ننتظره بشغف بعد تعديله إلا أن المتفحص والقارئ لقوانين وأنظمة (ساهر) يشعر بمدى المعاناة التي يشعر بها أصحاب المدن التي طبق فيها أنظمة ساهر، ويدرك الكثير من السلبيات والفجوات في النظام، فالمؤمل من القائمين على ساهر تدارك نظام الجزاءات العالي والتواجد الإعلامي المكثف لأجل شرح وتوضيح أدق تفاصيل (ساهر) حتى يكون الجميع من شرائح المجتمع على دراية تامة. عبدالعزيز بن سعد اليحيى - شقراء