أنا على يقين تام أن كل المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن المعطاء حريصون على تواجد الأنظمة المرورية الصارمة والشاملة لكل المسارب المؤدية إلى المخالفات المرورية دون تحديد أو تحييد، وهذا يدفعنا إلى تجاوز هذا الجانب تحديدًا حتى لا يُفهم حديثنا الفهم الخاطئ، ولكن الأمر الذي يستوجب الإشارة إليه وتسليط الضوء عليه هو ما يقوم به نظام ساهر في هذه المرحلة تحديدًا وهي الاعتماد الكلي على ضبط المخالفات إلكترونيًا عبر طرقات سريعة محددة داخل المدينة وهي آلية قد تكون ذات جدوى وتسعى لضبط الحركة المرورية لو أنها كانت ضمن منظومة طويلة وشاملة لكل الطرقات والتقاطعات والمتعرجات داخل شوارع المدينة دون تحديد وضمن آلية معدة إعدادًا علميًّا لضبط الحركة المرورية ضبطًا آليًا وبشريًا في آن واحد، لكن أن يترك الأمر موكولًا إلى تلك الكاميرات الموضوعة في أماكن مدسوسة للاصطياد لا للإصلاح فهذا أمر يستوجب التنويه فالأنظمة المرورية كيان متكامل ومترابط الأدوار لا يمكن فصل أحدها عن الآخر وكل جانب منها يصب في مصلحة الجوانب الأخرى فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن بين أغصان الشجر أو تحت أحد الجسور توجد كاميرا اصطياد وأمام تلك الكاميرا يوجد حادث مروري تسبب في عرقلة السير لساعات ونتج عنه أضرار مادية وبشرية ولم تستطع سيارات الإسعاف الوصول إليه نظرًا لتوعك حركة السير وعدم وجود من يضبطها فهذا أمر لا يمكن تجاوزه بحجة أن تلك الكاميرات تكفي وفي ركن آخر نجد أن الكثير من إشارات المرور تتعرض للقطع المتعمد من قبل عشرات السائقين ولا تجد من يضبط عملية السير بها أو نجد الكثير من السائقين يمارسون هواية المخالفات جهلًا أو انتقامًا من اصطياد كاميرا في طريق سريع ولا تجد من يوقف مثل هؤلاء المخالفين ثم نقيس على هذه الحالات الكثير من الحالات المشابهة فنظام ساهر ليس نظامًا اخترعناه وابتكرنا لوائحه وآلياته بل هو نظام عالمي أثبت جدواه في الكثير من الدول المتقدمة وإن اختلف مسماه، لكن الذي ابتكرناه في خصوصيتنا المعهودة هو وضع تلك الكاميرات بين الأغصان أو ضمن فجوات الجسور دون تنبيه أو إشارة يكون الهدف منها التثقيف للمواطن وما ابتكرناه أيضًا هو انتقاء بعض أنظمة ساهر بعض آلياته للعمل في شوارعنا وإهمال أو تجاهل الكم الهائل من بنود ولوائح وآليات ذلك النظام بحجة عدم اكتمال البنية اللازمة لتشغيله، فلِمَ لمْ نعمل أولًا على استكمال تلك البنية على أرض الميدان وإتباعها بحملات إعلامية تثقيفية لكافة المواطنين ثم يتم التنفيذ الكامل والشامل لمفردات هذا النظام على مختلف الطرقات وضمن آلياته المدونة فيه، وهذا أمر أرى أنه ضروري جدًا لنجاحه، أما أن نكتفي بكاميرات الاصطياد ويستمر عملها المسمى تجريبيًّا لأعوامٍ فهذا أمر غير مقبول حضاريًا. فالحالة المرورية التي تعيشها شوارعنا وتكتنفها الفوضى الشاملة لا بد وأن يوضع لها النظام الكفيل بضبطها الضبط الشامل، وأعداد الحوادث التي احتلت فيها بلادنا المراكز الأولى في العالم تؤكد على حجم الفوضى المرورية التي نعيشها بالإضافة إلى تدني مستوى الثقافة المرورية التي يتلقاها المواطن عبر وسائل الإعلام أو التربية والتعليم أو أجهزة المرور. ولعلي هنا أقترح أن يطبق نظام ساهر تحت مظلة الدولة لا المؤسسات وأن يتم تطبيق هذا النظام في كافة المناطق وعبر كافة الطرق السريعة والداخلية واقتران تطبيق تلك الأنظمة بتدريب كوادر بشرية مرورية فاعلة وشاملة لكل الحالات وأن يصبح نظام ساهر أداة ضبط فاعلة لأنظمة المرور تكون مهمتها إصلاح كافة مواطن الخلل القائمة وأن يكون تفعيلها على كافة شرائح المجتمع وكافة الأفراد دون تحييد وأن يسبق ذلك حملة تثقيفية عبر أجهزة الإعلام المختلفة وعبر مدارس التربية والتعليم وعبر أجهزة المرور المختلفة أما أن يقتصر دور ساهر على الاصطياد فهو أمر غير مقبول وغير ذي جدوى والله تعالى من وراء القصد. www.muhammed.net [email protected]