يقول أمير الشعراء (أحمد شوقي) رحمه الله (لو ألْقيت قصائدي أنا، لنقص نصف جمالها)!! أي أنه يعطيها لمنشد صاحب صوت ندي، وملق لوذعي، ومتحدث جهوري!! فإذا كان هذا حال أمير الشعراء الذي ينحت من صخور الألفاظ أجملها، ومن بحور الشعر أعمقها، ومن جبال المعاني أعمقها فكيف بغيره؟! ونحن نشاهد بعض الإعلاميين في المواد المرئية خصوصاً يتفاعلون مع طروحاتهم الإعلامية، فيمنحونها الزخم الإعلامي ويبثّون فيها الروح فتتحرك بعد جمود!! وتنتفض بعد خمود!! وكان ممن حرك مادته العلمية، وتفاعل معها الأستاذ عقيل العقيل الذي تولى قراءة النشرة الجوية للأخبار الرئيسة الساعة 9.30 ليلاً في القناة الأولى وذلك يوم الثلاثاء 14-2-1432ه.. فقد كان متفاعلاً، متحرراً من رق الروتين المملْ!! وكان لسان حال المشاهدين معه: الحي يحييك، والميّت يزيدك غبن!! أو ويلٌ للشجي من الخلي!! هذا في الإعلام المرئي والمسموع كذلك لا يقل عنه بحال والمقروء كذلك فما أحوج إعلاميينا في هذا الوقت الذي غطت به سماء الكون بالفضائيات حتى قيل إنها نافت على (60) ألف قناة!! نحن بحاجة ماسة إلى تفاعل إعلاميينا مع طروحاتهم، ومنحهم متسعاً من الحرية، والانفكاك من الآصار المكبلة، والقيود الموثقة لكي يبدعوا، ويعبروا عن موادهم بما تحمله مشاعرهم، ويفعّلوا لغة البدن التي تشكّل أكثر من 70% من الإلقاء!! فكم من مادة إعلامية مهمة جيدة، لكنها أُجهضت بمؤد باهت بارد، جثة هامدة من غير روح!! وكم مادة إعلامية ساقطة هابطة حرّكت مشاعر الجماهير، وتفاعلوا معها لجودة مؤديها، وتفاعله معها!! أنا أجزم أن هناك ضوابط إعلامية، وسياسات إعلامية، وحدود وأوامر ونواه لكن لا بد من التفاعل مع المادة، وإلا فإن المشاهد في هذا الزمن سينفض من حولك ويتركك قائماً!! لا بد أن يظهر الإعلامي الاستبشار مع البشرى والحزن مع الأحزان والضحك مع المضحك و..و... أما بعضهم فتحسبهم أيقاظاً وهم رقود!! - محافظة رياض الخبراء [email protected]