سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: سطَّر الشاعر عبد الله بن عبّار العنزي في جريدة الجزيرة يوم الأحد 13-1-1432ه قصيدة عصماء وسَمَها ب (بلاد القصيم وأهلها)، وأنا أشكره على مدح بلدي وجماعتي.. فلا يليق بالمرء أن يزهو فرحاً بمن يمدحه، أو يطرب جذلاً بمن يُثني عليه، وإن كانت كل فتاة بأبيها مُعجبة، وكان حنينه أبداً لأول منزِلِ، لكنني أصالة عن نفسي.. ونيابة عن كل من يقطن ثرى هذه المنطقة نقول له: شكراً لك (يا ابن عبّار) على مشاعرك الفياضة وشمائلك النبيلة، شكراً لك على وفائك.. وعزوك الفضل إلى أهله.. فهو دليل على نُبل أخلاقك، وسمو قيمك، كما قال أستاذك الكبير (المتنبي): لا يحسن الحلم إلا في مواضعه ولا يليق الوفاء إلا لمن شكرا فما معنى القصيم.. ولو سأل سائل عن معنى كلمة القصيم؟ يقول العلماء: معنى القصيم في الأصل.. أي الرمال التي تُنبت الغضا.. وهو حطب مشهور بحرارة جمره.. هكذا ذكر علماء اللغة.. أما (ابن عبّار).. فالعِبْرة في الأصل: هي الموعظة، والعَبْرة: هي الدمعة، وفي محكم التنزيل: ?إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى? (26) سورة النازعات. فالعِبرة سُميت عِبرة لأنها تَعْبرُ بصاحبها من حال إلى حال.. من حال الضلالة والغواية إلى الهداية والصلاح.. (فلعل ابن عبَّار) عبَّر عن مشاعره بشعره، ونقل مشاعر كل من سمعه من حال إلى حال.. وبالمناسبة يُقال إن الشاعر سُمي شاعراً، لأنه يحرِّك المشاعر، ويُعبِّر عن مشاعره. وبعيداً عن التعصب الأعمى، وإحقاقاً للحق، وإنصافاً للكل.. فقد صرّح نائب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بها صريحة مجلجلة مدوية أمام شاشات الإعلام: (أن القصيم هي قلب المملكة، وأنها أهم منطقة بعد الرياض، وأنها ثقل المملكة، وأنها منبع العلماء، والقادة والمسؤولين، وأن لها قدم صدق في العلم والقضاء والإدارة...). أرجو أن تتسامى نفوسنا، ولا نجد في أنفسنا شيئاً إذا مُدح الآخر، وإلا كيف نقيم ميزان الحق، ونبسط ميزان العدل والقسطاس المبين. فسلام قصيم المجد والعلم والذرى ومن خير أبناء الجزيرة عنصرا يقول ابن عبّار في ثنايا قصيدته عن المؤسس (عبدالعزيز) -رحمه الله-: سلام لفياض القصيم وخمايلها يوم أبو تركي أياد الشر كبّلها دار الكرامة لعل السيل يدهلها جل المناصب من القصمان شكلها وإن كان نار الوغى شبت مشاعلها هم عزّها ومجدها وقادة جحافلها وعلى كل، فالقصيم لا ينكر دوره في إرساء دعائم الدولة إبان التأسيس إلا جاهل أو مائل.. ?فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ? (129) سورة النساء.. وهذه حقائق دوَّنها التاريخ... والتاريخ وعاء الأحداث، فاقرؤوا التاريخ، وعُوُه ولا تنسوه.. مثل القوم نسوا تاريخهم كلقيطٍ عِيَّى في الناس انتسابا وحاشا مجتمعنا ذلك.. والسلام عليكم. د. علي بن محمد الحماد - محافظة رياض الخبراء [email protected]