تقرأ في (معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية) للدكتور علي جواد الطاهر الطبعة الثانية 1418ه 1997 دار اليمامة للبحث والترجمة، في سياق ترجمته للشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرة العربية «000 واشتغل مع ذلك بالعمل الصحفي، فأصدر في الرياض في شهر ذي الحجة من عام 1372 (1953) العدد الأول من مجلة (اليمامة) وكان يطبع هذه المجلة في مصر، ثم في مكة، ثم في لبنان ، مما بعثه على التفكير جدياً بإنشاء مطبعة في الرياض، وكان من ذلك أن ولدت (مطابع الرياض) التي باشرت عملها في 26/8/1374ه وهي أول مطبعة أنشئت في تلك المدينة. وفي صفر 1375 تحولت المجلة الشهرية إلى أسبوعية. وتم في شوال 1381ه نقل امتياز اليمامة عن الجاسر، فظلت تصدر دون أن يكون له بها أية صلة، حتى إذا صدر نظام المؤسسات الصحفية كوَّن هو (حمد الجاسر) وآخرون (مؤسسة اليمامة) وصدر عن هذه المؤسسة جريدة اسبوعية باسم (اليمامة) كان حمد الجاسر رئيس تحريرها، وكان تاريخ العدد الأول، الجمعة 7 ذي القعدة 1383 20 مارس 001964».ويذكر عثمان حافظ في (تطورالصحافة في المملكة العربية السعودية) ط/ 1409 1989 «اليمامة أصدر صحيفة اليمامة في الرياض الأستاذ حمد الجاسر وهي أول صحيفة تصدر في نجد والأستاذ الجاسر من خيرة رجالنا علماً وأدباً وتفكيراً، وطموحاً، وسعة اطلاع، وطيب معشر.. والأستاذ الجاسر أول من فكر في إيجاد صحافة بالمنطقة الوسطى.. وأول من فكر في بناء دار للصحافة والطباعة تخدم العلم والأدب في الرياض. وكان صدور أول عدد من اليمامة في شهر ذي الحجة 1372ه الموافق أغسطس 1953. وصدرت على شكل مجلة في 42 صفحة على مقاس 28* 18 وقد أشارت اليمامة إلى أنها صحيفة أسبوعية جامعة تصدر مؤقتاً في أول كل شهر. ومدير الصحيفة ورئيس تحريرها الأستاذ حمد الجاسر يعاونه في التحرير الأستاذان: محمد علي العبد، وعمران محمد العمران...». وبالرجوع إلى العدد الأول من «اليمامة» و«صحيفة أسبوعية جامعة» العدد الأول السنة الأولى في أعلى الصفحة (الغلاف) يوجدالتاريخ ذو الحجة سنة 1372ه أغسطس سنة 1953م. ونهاية الصفحة الأخيرة من الغلاف نجد عبارة (مطابع دار الكتاب العربي بمصر) وفي الصفحة الثانية من الغلاف نقرأ تحت عنوان «يا صديقي القارىء!.. حينما اجتمعت أسرة تحرير هذه الصحيفة لتخرج هذا العدد، قامت بين أفرادها ثورة حول إصداره، فقد كان من رأيي أن يتأخر إخراجه سنة كاملة أو ستة أشهر على الأقل، لكي يخرج في صورة أبهى وأجمل من هذه الصورة، ليرضي كل الأذواق، وأن تسبقه دعاية ضخمة منظمة، لنكفل له الإقبال، والنجاح والاستمرار. ولكن رئيس التحرير ثار في وجهي على سوء ظني بك أيها القارىء وصمم على صدور هذا العدد بأي شكل، وفي أسرع وقت، لثقته بأن نجاحه في عمله لإصدار هذه الصحيفة يتوقف عليك وعلى تشجيعك وإقبالك أنت.. وأنت وحدك!. وها هو العدد الأول، نقدمه لك ، مؤمنين بأن سيلقى منك قبولاً كريماً، وقد يكون ضعيفاً في إخراجه، وقد يكون الارتباك واضحاً بين صفحاته، ولكن الإيمان الذي يشع في كل سطر من سطوره، هو الذي سينير لنا الطريق، الطويل حتى نبلغ الغاية إن شاء الله. يا صديقي القارىء : سترى في هذه الصحيفة «الجامعة صورة مصغرة لنا بما فيها من محاسن ومساوىء، ولسنا ممن يقول: اقبل المحاسن، وتجاوز عن المساوىء، إذ تجاوزك إقرار لها، وإبقاء عليها، وهذا ما لا نرضاه لك. ولا ترضاه لنفسك. ومساهمتك في هذه الصحيفة بأن تبرز عيوبها إبرازاً يكفل القضاء على هذه العيوب، وأن تعمل ما وسعك العمل في تعضيد هذه الصحيفة التي ليست لأحد دون الآخر .. إنها للجميع .. وإن رئيس تحريرها ليتقبل بصدر رحب كل ما تبعث به إليه، نقداً عادلاً، او توجيهاً سديداً. وثق أيها القارىء الكريم بأن الآمال التي تُفعم صدور هذا الشباب المثقف.. الذي يشترك في تحرير هذه الصحيفة، والأماني التي تعمر نفوسهم، هي التي دفعتهم إلى الإقدام على إخراج هذا العدد، وهم غير راضين عنه، ولكنهم سيسعون ما أمكنهم السعي لإرضائك بما لديهم من جديد، ليقدموه في الأعداد المقبلة، وسترى عندما تقرأ العدد الثاني أننا قد خطونا خطوات إلى الأمام .. من أجلك! وفي سبيلك!». ثم تقرأ في أعلى الصفحة الثالثة عنوان المجلة «اليمامة: صحيفة أسبوعية جامعة، تصدر مؤقتاً في أول كل شهر عربي. العدد الأول ذو الحجة سنة 1372ه (أغسطس سنة 1953م) ، السنة الأولى». وفي المربع الايمن تقرأ: «المكاتبات باسم مدير الصحيفة ورئيس تحريرها حمد الجاسر الرياض، المملكة العربية السعودية»، وفي المربع الأيسر تقرأ: «الاشتراكات: 12 ريالاً عربياً داخل المملكة، 24 ريالاً عربياً او ما يعادلها خارجها، الإعلانات يتفق عليها مع مدير الصحيفة». وفي العمود الأيمن نجد فهرس العدد الذي يتضمن: ص الموضوع 2 صديقي القارىء 3 يد بيضاء لسمو ولي العهد المحبوب 5 سبيل الدعوة إلى الحق لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز 7 حاجة الإسلام إلى دعاية للاستاذ عبدالله خياط مدير مدرسة الأمراء. 10 دراسات في الأخلاق للأستاذ خليل الهراس مدرس بالمعهد العلمي بالرياض . 13 مع الشعراء... عبدالرحمن المنصور... أحلام الرمال... حارث الراوي.. مع الكلاب... بكر بن النطاح اليمامي.. نفوس كريمة........ 14 دراسات أدبية: ابن قيس الرقيات للأستاذ ناصر المنقور معتمد المعارف في نجد 16 آراء وأفكار للأستاذ شكيب الأموي 19 مع العرب في مرابعهم ومراتعهم 21 النقد: تهذيب الصحاح، طبقات فحول الشعراء... لحمد الجاسر 34 بحوث لغوية: صلة اللفظ بمعناه لفضيلة الشيخ يوسف الضبع 36 من تراثنا العلمي 38 الأطباء يقولون: عالج نفسك للدكتور يوسف الحميدان 40 مختارات وتعليقات: التجديد في الأدب كتابة التاريخ الكتب الشرق في طريق نهضة كبرى وقعة الدرعية 42 من أنباء الحركة الثقافية في بلادنا تحت عنوان : هذه الصحيفة .... يد بيضاء ... لسمو ولي العهد المحبوب «قيض الله لهذه المملكة العريضة الأكناف، الواسعة الأرجاء، المترامية الأطراف، حكومة عادلة عاملة، أخذت على نفسها منذ أن مكن الله لها في الأرض، ووطد حكمها، وأرسى قواعده على صرح شامخ البنيان، ثابث الأساس أن تسعى سعياً حثيثاً لا تباطؤ فيه ولا تعثر معه، لكي تحل شعبها أسمى محل بين شعوب العالم، لكي تُبلغ أمتها خير ما تبلغه أمة من أممه. متخذة من ماضيها المشرق الوضاء نبراساً يضيء لها الطرق، ويوضح لها المناهج، وينير مسالكها، ومتدرعة من عتاد عصرها الحاضر بأقوى عدة تقدر عليها، وتتمكن من الوصول إليها... وليس المقام مقام تعداد مآثر خالدة، وذكر محامد هي أوضح من الشمس في رابعة النهار وإنما المناسبة وحدها مناسبة إصدار هذه الصحيفة هي التي دعت إلى ذكر هذا. لقد رأى سمو ولي عهدنا المحبوب بثاقب نظره، وسديد رأيه، وأدرك بقوة بصيرته ما للصحافة في عهدنا الحاضر من عظيم الأثر، في نشر الآراء النافعة، وتوجيه الأفكار، وإنارة الشعور العام، ورأى هذه المدينة العظيمة بماضيها الزاهي المجيد، وحاضرها المبارك السعيد، مدينة (الرياض) التي بلغت من الازدهار والنشاط العمراني ما لم يسبق له مثيل في ماضيها. وقل أن يوجد له نظير بين لداتها رأى سموه أعزه الله وأعلى قدره هذه المدينة أحوج ما تكون إلى صحيفة تتوج باسمها، وتصبح سجلاً حافلاً لما يجري فيها من أنواع النشاط العمراني على اختلاف أنواعه، وتعدد صنوفه ولتكون لسان صدق يعبر بوضوح لا لبس فيه ولا غموض معه عما عليه هذه الأمة في بلادها العريضة، في كنف حكومتها الأمينة. ولتصير منبراً يدوي فوقه صوت الحق، داعياً إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، من كل داع إلى خير، ومرشد إلى حق، بكل ما تدل عليه كلمتا الخير والحق من معان. وتنضم إلى رصيفاتها الخمس من صحف المملكة، لتتآزر، ولتتناصر للقيام واجبها نحو أمتها (حكومة وشعباً).... وقد رأينا المبادرة لتحقيق هذه الرغبة الكريمة والبدار في فعل الخير المحمود فأصدرنا هذا العدد ولم نؤثر أن يصطبغ هذه الصبغة الادبية التي قد تروق لفئة خاصة غير أن الظروف والملابسات قسرتنا قسراً سنكون عنه ان شاء الله بمنجاة ومنأى، حينما يهيىء الله الوسائل اللازمة، فنرى (مطبعة الرياض) تلقف ما يقدم لها من نتاج الأفكار، وقرائح الفهوم، فتحيله أُكُلاً شهياً طرياً، وشراباً عذباً، يربي العقول وينعش الأرواح. ونرى قراء «الرياض» في كل مدينة من مدن هذه المملكة العظيمة وفي كل قرية من قراها بل في كل شِعب من شعابها، وفي كل واد من أوديتها يجودون لها بكل جديد طريف، عن دراية ومعرفة، وبصيرة ورشد، ويجدون فيها وفي غيرها من صحفنا من غذاء الأرواح والعقول كل نافع ومفيد. حينما نرى ذلك وهو قريب إن شاء الله بفضل ما يبذله سمو ولي عهدنا المحبوب في جميع السبل التي تعود على الأمة بالصلاح تصبح «الرياض» لا صحيفة أسبوعية فحسب بل يومية تتجاوب أصداؤها في انحاء المعمورة مدوية بما يطيب ذكره، ويحسن نشره، عن هذه المدينة السعيدة، بل عن هذه الأمة الحميدة. وما ذلك على الله بعزيز».