للنفس الطبيعية أطوار غريبة وعجيبة فقد تمرآلاف المرات بشجرة او مبنى او كلمة او نغمة او احد معارفك مرورا عابرا لا تقف أمامه ولو لثانية لتُفاجأ ان هذا المهمل كل هذا الوقت أخذ بعدا آخر وصورة اخرى مبهرة عذبة جميلة مشرقة مع انه لم يطرأ عليه أي تغيير ظاهر والحقيقة ان الذي تغير هو انت حيث اصبحت ترى الاشياء تبعا للحالة النفسية التي تعيشها وقت حدوث الرؤية. وبناء على ماسبق فإنني أستغرب أن يبدأشاعر قصيدته فيوقفه عن إكماله أي شاغل ليضعها في جيبه ليرجع اليها في وقت آخروقد لايتمكن من ذلك في نفس اليوم الذي بدأها به ثم يخرجها ويبدأ بأكملها، وربما امتد ذلك الى عدة أيام اواسابيع وأنا هنا لا أقنن للشاعر ما ارى انه الواجب ولكنني أستغرب كيف يمكنه ان يمد في حالة الانفعال الاولى فالقصيدة في نظركثير من النقاد هي حالة واحدة اذا انقطعت انقطعت صلة شاعرها بها وتحول الى اجترار او حالة من محاولة التلبس بتلك الحالة التي اتت نتيجة ومضة ضربت الفكر والوجدان في وقت واحد. وحالة الاجترار هذه تفصل بين الوجدان والعقل ليكتب الشاعر غالبا بوعيه المكتسب لابشعوره الغالب والمسيطر في تلك اللحظة الذهبية والومضة النادرة التي لاتتكررلذا قيل (إن الناقد يكب بوعي عما يكتبه المبدع بلا وعي) وقفة للراحل عاقل الزيد عسى القصيد ان ما زرع بين الالباب دهشة..وحرك قلب واطلق حجاجه يموت في مهده قبل شقة الناب يحرق فتيله ثم يكسر سراجه يموت قبل يسولف لعصم الاشناب ماله لزوم ومالهم فيه حاجة [email protected]