بعد أن كثر الهرج والمرج فيما يخص لاعبينا السعوديين بعد انتهاء مشاركة المنتخب في البطولة الآسيوية وتجاوز بعضهم الحد المسموح به في نقدهم حتى ظهرت نغمة جديدة وهي المبالغة في الحديث عن عقودهم المالية وأنها سبب في تدهور الرياضة السعودية بزعمهم تبادر إلى ذهني البيت المشهور للشاعر طرفة بن العبد (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على المرء من وقع الحسام المهند)، حيث إن الوسط الرياضي بكل أطيافه يعلم جيدا عن الحالات الكثيرة والمأسوية للاعبين سعوديين بعد تركهم أو اعتزالهم اللعب، وتم التطرق لها في الوسائل الاعلامية فقد شاهدنا وقراؤنا من اللاعبين السابقين من يستجدي المعونات المادية ليصرف على أولاده وأهل بيته ويدفع إيجار منزله، ومنهم من يطلب مساعدته بعد ان أقعده المرض وعجز عن دفع مصاريف علاجه، وبعضهم انتهى به المطاف للعمل في وظيفة لا يتجاوز راتبها الشهري 2000 ريال.. وبالمناسبة أنا لا أتحدث عن لاعبين كانوا يلعبون في زمن الثمانينيات الميلادية بل أتكلم عن لاعبين ونجوم كان يشار لهم بالبنان في العقد الماضي. في الحقيقة مؤلم ومؤذ ما يطرح ضد اللاعب السعودي فبعد التشكيك في وطنيتهم وولائهم جاءنا الآن من يطالب في تخفيض عقودهم إما عن حسد وغيرة أو عن تجاهل لمعاناة اللاعبين المحليين في تأخر رواتبهم الشهرية أو عن جهل لسوق الانتقالات العربية فضلاً عن الانتقالات العالمية.. بكل امانة لا ألوم اللاعبين عندما يطالبون وبصوت عال وبصرخة محترف سعودي واحد انتقدوا مثل ما تريدون ولكن ابتعدوا عن تجريحنا الشخصي ولا تبالغوا في الحديث عن عقودنا لأنها لا تساوي شيئا مقارنة بأعمارنا الصغيرة في الملاعب ولا نريد أن يكون مصيرنا مثل ما شاهدنا من حالات محزنة ومؤلمة لزملاء لنا سابقين.. بصراحة كنت اتمنى ممن طرح وتحدث عن عقود اللاعبين المالية المرتفعة خاصة من اللاعبين السابقين أن يكونوا اول المعترضين على ذلك الطرح لكيلا يقع لزملائهم الحاليين ما وقع لزملائهم السابقين.. وأن يكون تساؤلهم ماذا تم في صندوق اللاعبين المعتزلين؟ ولماذا لم يتم تفعيله حتى الآن؟ إن كانوا بالفعل تهمهم سمعة رياضة الوطن بعد أن شوهها تعامل بعض الإداريين في التنكرلحقوق مجموعة من اللاعبين السابقين، وكذلك المطالبة بسرعة سن وتطبيق التأمينات الاجتماعية على كل اللاعبين المحترفين ليضمن اللاعب بعد اعتزاله أو تركه الرياضة حياة كريمة تصونه وتغنيه عن الجميع وتجعله لا يتوسل إلا لله عزَّ وجلَّ بسبب أن الحاجة إليه كانت ومازالت ملحة بعد القصص المأسوية لبعض زملائهم.أخيراً إن سلمنا ان بعض اللاعبين تنخفض مستوياتهم بعد استلام مقدمات عقودهم يوجد حلول غير المطالبة بتخفيضها منها وأهمها جدولة الجزء الأكبر من قيمة العقد على شكل رواتب كما هو حاصل في أوروبا بشرط أن تنظم وتقر بلوائح وأنظمة تحفظ للنادي أمواله التي دفعها من خلال نظام يسمح للنادي بالخصم من اللاعب المخطئ أو الذي ينخفض مستواه من إجمالي عقده عندها يشعر اللاعب بقيمة ومقدار الخسارة المادية ويسعى لتدراك أخطائه ويعمل على تصحيحها وتلافيها.. وأيضا حتى اللاعبين علينا حمايتهم من تسويف بعض الاندية في عدم تسليمهم حقوقهم في الوقت المحدد، وكذلك في التصدي للإساءات والاتهامات التي توجه لهم بدون وجه حق لكيلا نعود ونتساءل لماذا بعض لاعبينا تنخفض مستوياتهم فجاءة؟ هدر الأموال في الهلال يحسب لإدارة الهلال ممثلة بسمو رئيس النادي شفافيتهم ووضوحهم مع جماهير ناديهم عندما أعلنوا عن سياستهم العملية وتحديداً المالية في المرحلة المقبلة وعن مواصفات اللاعب الأجنبي القادم فقد تحدث سمو رئيس النادي ان هناك أولويات والتزامات مادية يجب الإيفاء بها قبل التفكير في أي خطوة أخرى وهذا العمل الإداري الاحترافي الحقيقي وهو تحديد الأولويات في العمل، ومن ثم رسم الخطة لمباشرتها وإنجازها وقد أحسنت إدارة الهلال في اتخاذ قرار الخطوة خاصة فيما يتعلق بالأمور المالية.. وحتى قرار إيقاف التفاوض مع اللاعبين المحليين والاعتماد على لاعبي الأولمبي في النادي الذين أثبتوا جدارتهم عندما أعطوا الفرصة في بطولة دبي في سد الخانات التي يحتاج لها الفريق الاول هو قرار صائب بلا شك لأنه اولاً سيوقف هدر الأموال التي عرف به الهلال منذ سنوات طويلة وثانياً سيضع حدا لجشع بعض الأندية التي تتعامل مع مفاوض الهلال عند طلب احد لاعبيهم وكأنه كنز وصيد ثمين يجب الاغتنام منه بأكبر قدر ممكن، وهذا ما حدث كثيراً وأخرها مطالبة نادي الفيصلي في إعارة احد مدافعيه لمدة ستة أشهر فقط ستة ملايين ريال!! يا ساتر.. أما بالنسبة لقرار استقطاب اللاعب المصري الشاب أحمد علي فقد كان سمو رئيس النادي واضحا منذ البداية مع أنصار ناديه بأنه لا يمكن أن يستقطب لاعبا أجنبيا بمواصفات الرباعي المتواجد مع الفريق بسبب الظروف المادية ولكنه لن يكون دون مستوى تطلعاتهم وهذا ما جعل جماهير النادي تتقبل تلك الخطوة وترحب بلاعبهم الجديد ويعلنون دعمهم له لتقديم كل ما يملك لخدمة ناديهم وهو ما يعكس مقدار التلاحم والتناغم بين إدارة قدرت جمهورها وكانت صريحة معه وجمهور ثمن عمل الإدارة وأعلن الوقف معها في قراراتها وهذا لا يوجد إلا في ناد استثنائي اسمه الهلال. نقاط سريعة: - اعتقد ان ياسر القحطاني بأمس الحاجة في هذا الوقت بالذات للجلوس مع الأسطورة العالمي سامي الجابر ليحدثه ويخبره كيف كان يسدد لهم الضربات القاضية ويخرسهم بعد كل هجوم عليه. - لو رجعنا للتاريخ وللغة الأرقام التي لا يحبونها لأنها تفضحهم لعرفنا من هو عميد وأسطورة السنترة. - لمسات المدرب كالديرون الفنية وضحت آثارها على أداء الفريق في البطولة الدولية في دبي التي يشارك فيها الهلال ولكن مشكلة إهدار الفرص بالكوم أمام المرمى مازالت قائمة. - كالعادة مازال الهلاليون يقدمون النماذج الإدارية المشرفة للوسط الرياضي فبعد عادل البطي وطارق التويجري هاهم يظهرون شابا ذا علم وفكر عال وهو الأستاذ حسن الناقور. - لا تلام لجنة الحكام في الاتحاد الكويتي لكرة القدم في عدم موافقتهم على تكليف حكام لإدارة مباراة النصر الودية الثانية بعد فضيحة لاعب النصر احمد عباس مع الحكم الكويتي. - هل سيطبق النظام ويمنع النادي الذي عليه شكاوي وقضايا في لجنة الاحتراف وفي الاتحاد الدولي من تسجيل لاعبين جدد؟.. مجرد سؤال! - كان الله في عون نادي الحزم فالمصائب لا تأتي فرادى فالفريق مهدد بالهبوط والأزمة المالية ما زالت قائمة والإصابة في الرباط الصليبي قضت على أربعة من لاعبيهم الأساسين.. بالفعل كان الله في عونهم. سليمان الجعيلان