إن المجتمع الإسلامي في أمس الحاجة إلى الاعداد الصحيح لمعلم الغد الذي يواكب العصر الذي نعيشه ليقوم بمسؤوليته في تربية الأجيال علما وفكرا وخلقا والذي يأخذ الأصول الإسلامية المتمثلة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم التي هي بحق ينابيع غنية بالقيم والمبادئ والتوجهات السليمة التي يجب أن ينهل منه قدر استطاعته ليقوم بتربية الأبناء ضمن الإطار الإسلامي الخالص الذي يضع هدف التوحيد لله تعالى والعبودية له فوق كل هدف وعليه يقدم المعلم صوراً ناطقة بالخلق الرفيع والسلوك القويم والقيم العظيمة فتنساب في نفوس الأجيال فيقدم للأمة رجالاً صالحين وللوطن بناة يسمون به ويعلون شأنه ويضعونه في المكانة التي يستحقها والتي بحق ستكون في أول القافلة وعلى قمة الحضارة. ويقدم صوراً ابداعية تتشربها عقول الأجيال ونفوسهم فيجود للامة بجهابذة الفكر وأساطين الاختراع. يقدم لوحات جميلة تصقل أحاسيس الأجيال ووجدانها فيخرج للأمة أيادي الفن الجميل وعقول البيان الساحر ويقدم صورا للبطولة والإقدام والتضحية والجهاد فتغوص في أعماق الأجيال ووجدانها فإذا هم فرسان الوغى وجنود يذودون عن الوطن والدين ويهبون أرواحهم رخيصة في سبيل الله بشراهم جنة وعدهم بها رب العالمين. يقدم صوراً للفضيلة والحب والمودة فتتلقفها الأجيال. فإذا هم شريان الحياة المتدفق بكل معاني الإخاء والسمو لمجتمع تسوده المحبة والعفة والشفافية. يقدم صوراً للطموح بلا حدود تستقبلها الأجيال يحلقون بها في سماء الاستشراف لمستقبل زاهر وعظيم يعيد للأمة فاعليتها ودورها الريادي الحضاري المشرق. وما دام هذه هو المعلم الذي يقدم تلك الصور المضيئة التي تعود على الأمة والوطن بالخير والرفعة والازدهار فهو المعلم المطلوب.