جاء إعلان الميزانية العامة للدولة البالغ حجم إنفاقها 580 مليار ريال، بزيادة 40 مليار ريال عن العام الماضي، وما حملته من مخصصات وأرقام ضخمة في حجم المصروفات تأكيداً جديداً على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وقدرته على مجاراة أقوى الأنظمة الاقتصادية في العالم، بفضل من الله، ثم نتيجة للسياسات المالية العامة للدولة - أيدها الله - وللإجراءات والقرارات التي استمرت المملكة في تبنيها في مجال الإصلاحات الاقتصادية التي كان لها الأثر الفاعل في تحقيق أعلى معدلات النمو التي تشهدها جميع قطاعات الدولة التي تستهدف الاستثمار في الإنسان الذي هو محور التنمية وهدفها الأول. وقد تضمنت الميزانية العامة للدولة هذا العام تخصيص اعتمادات كبيرة لمشاريع شبابية ورياضية جديدة أسعدت وأفرحت جميع منسوبي هذا القطاع؛ لما تمثله من تعزيز لحركة التوسع في المشروعات الرياضية والشبابية، واستكمالاً للبنى التحتية التي تلبي متطلبات شباب ورياضيي المملكة في جميع المناطق والمحافظات، وتحقق تطلعاتهم التي تجسدت بشكل جلي في الحجم الكبير من العناية والدعم والاهتمام الذي توليه قيادتنا الحكيمة بأبنائها الشباب. ويحمل تخصيص الميزانية لنحو مئة وخمسين مليار ريال، تمثل نحو (26) في المائة من النفقات المعتمدة بالميزانية، وبزيادة نسبتها (8) في المائة عما تم تخصيصه بميزانية العام المالي 1431/ 1432 لقطاعَيْ التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة، بشارات كبيرة تؤكد حرص الدولة - أيدها الله - على كل ما من شأنه تعزيز توفير البيئة المناسبة للتعليم وزيادة الطاقة الاستيعابية للمدارس والجامعات والكليات المتخصصة وتحقيق المزيد من التقدم والرقي والتطور لأطفال وشباب مملكتنا الغالية، وتهيئة كل ما يبعث فيهم روح التفوق والطموح والنجاح المشرف المتميز. وفي مجال التعليم العالي تضمنت الميزانية مشاريع لاستكمال إنشاء المدن الجامعية في عدد من الجامعات، تبلغ القيمة التقديرية لتنفيذها أكثر من تسعة مليارات ريال، كما تم اعتماد النفقات اللازمة لافتتاح عشر كليات جديدة. كما يجري حالياً تنفيذ مساكن أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، تبلغ قيمتها نحو ثمانية مليارات وتسعمائة مليون ريال. أما في مجال الخدمات الاجتماعية فتضمنت الميزانية مشاريع جديدة لإنشاء أندية رياضية ودور للرعاية والملاحظة الاجتماعية والتأهيل ومبان لمكاتب العمل، ودعم إمكانات وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية. إن هذه الأرقام الكبيرة التي تضمنتها ميزانية الخير والعطاء والنماء تُجسّد تصميم المملكة بقيادتها الحكيمة على مواصلة النمو الذي سارت عليه في مختلف خططها التنموية، وتؤكد حقيقة تاريخية ماثلة، هي أن ما حملته الميزانية من خير لأبناء وشباب هذا الوطن المعطاء يترجم تصميم القيادة الرشيدة على المضي قُدُماً في مسيرة التنمية الطموحة والمستندة إلى أن المواطن السعودي هو المحور الأول والركيزة الأساسية للتنمية. - المدير العام التنفيذي لشركة الأندية للرياضة (بودي ماسترز)