واصل المؤتمر العالمي للجودة الشاملة في التعليم فعالياته لليوم الثاني حيث عقدت اليوم الأحد ثلاث جلسات، الأولى برئاسة معالي الدكتور خالد بن عبد الله السبتي تحدث فيها أربعة محاضرين دوليين، حيث قدم نائب وزير التعليم الكندي د. الكسندر ماكدونالد ورقة عمل عن «مبادرة الجودة في التعليم العام في كندا « تحدث فيها عن الجودة وأهميتها وكيف أنها محرك أساسي للعقل البشري نحو التقدم وأن التعليم المبكر لدى الأطفال داعم أساسي للجودة في المجتمعات الحديثة. واستعرض الكسندر تجربة بلاده في التعليم المبكر وكيف دعمت مشاركة أولياء أمور الطلاب في رسم الخطة الدراسية وإنشاء معهد متخصص لتدريب المعلمين، وتقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة إضافة إلى رفع مستوى الدعم المالي لتحفيز المعلمين وان التجربة كشفت أن 19% يعانون من صعوبات و23% من بعض الصعوبات و20% يعانون من أوجه كثيرة من الصعوبات وذلك فيما يخص التواصل مع الآخرين. وفي المحاضرة الثانية تحدثت الدكتورة داتن بادوكا منصور عن رعاية الأجيال القادمة وقالت «إن أول شيء في التعليم هو المعرفة والمعرفة لها دور فاعل في بناء الأمة، وأشارت إلى أن المعرفة يمكن أن تكون دخلا مثمرا للدول ولا سيما الدول التي لا تملك مصادر طبيعية مستشهدة بتجارب سنغافورا وماليزيا وتايون من تحقيق للجودة التعليمية في الوقت الذي لا تملك فيه مصادر طبيعية تسندها. وأوضحت في محاضرتها أن التعليم المجود في ماليزيا أسهم في حل بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية حيث اهتم التعليم في ماليزيا بالطبقة الفقيرة في الأرياف وقدم لهم تعليما جيدا مما أوجد لهم فرص عمل أكثر، مبينة أن هناك أرضية مشتركة يقف عليها التعليم في المملكة وماليزيا كاهتمام البلدين بتعزيز حوافز المعلمين والقضاء على الأمية مع الاختلاف في أوجه أخرى. وفي الورقة الثالثة عنوان جودة التعليم (المميزات، والتحديات، وأفضل الممارسات) قال المتحدث مقيم تيمورف المنسق لمجموعة التنمية البشرية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا البنك الدولي «أن هناك تحديات أمام تحقيق الجودة أبرزها التحقق من قدرات الطلاب الفكرية مما يستدعي النظر إلى منجزاتهم ومتطلبات سوق العمل، وبين تيمور أن البنك الدولي قدم دراسات حول جودة التعليم في بعض الدول وكانت نتيجة الدراسة أن التعليم لم يحقق مردودا جيدا لكل الدول، وكان هناك هدر للوقت والمال وضعف ملموس في سد احتياج سوق العمل. وعن الحلول السريعة للمشكلات التي تعترض الجودة في التعليم قال تيموروف « ليس هناك حلول سريعة لحل تللك المشكلات ولابد من إشراك كل الجهات الحكومية ومضاعفة الدعم المالي. وعن أهمية الجودة في التعليم ومتطلبات تحسنها قال مدير التعليم في منظمة (oecd) الدك تور إنرياس شلايشر في الورقة الرابعة « إن الجودة لن تتأتى دونما يكون هناك إشراك للقطاع الخاص ومساهمة فاعلة لجميع الجهات من أجل تحقيق الجودة. الجلسة الثانية وفي الجلسة الثانية عقدت ندوة علمية بعنوان منظمات عالمية، شهدت عرض تجارب منظمات عالمية في مجال الجودة في التعليم وقد رأس الجلسة الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله العزام رئيس اللجنة الوطنية للجودة وتحدث فيها كل من الدكتور جانثن مورثي والبروفيسور ايرل نيومن والأستاذة هدى الغصن وتم عرض نموذج كايزن لنشر ثقافة الجودة، حيث أكد الدكتور جانثن مورثي على أهمية إشراك الأطرف المعنية بالجودة في التخطيط والتنفيذ لمعايير الجودة داخل المنظمة المستهدفة وتوفير البيئة المناسبة لنجاح تطبيق خطط الجودة وتوافر كل العناصر المؤدية للتميز والتحفيز للعاملين. من جانبه قدم البروفيسور ايرل نيومن للحضور شرحا وافيا عن نموذج مالكوم بالدريج من خلال استعراض أهداف ومعايير هذه الجائزة وتحقيقها لأعلى مستويات الجودة، مؤكدا أن نشر ثقافة الجودة يبدأ من القيادة العليا وربط نشر ثقافة الجودة بالتعليم وفق خطط منهجية شاملة وواضحة للمنظمة التعليمية التي تريد أن تتخذ من الجودة شعارا لها. الجلسة الثالثة أما الجلسة الثالثة التي حملت عنوان منظمات عالمية برئاسة الدكتورة أسماء بنت عبد الله الخليف مدير إدارة التعاون الدولي في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وتحدث فيها خبير الجودة ومستشار معهد تشاترد للجودة الأستاذ ديفيد هتشنز عن دور معهد تشاترد للجودة (CQI) في تحسين جودة التعليم العام، حيث أكد أن المعهد يقوم بجهود رقابية من أجل تحسين الجودة في عدد من القطاعات والجهات الرسمية التعليمية في المملكة المتحدة وقال إنه مكلف لمراجعة متطلبات التعليم في المجال الصناعي يأتي ذلك في الوقت الذي حملت فيه ورقة العمل المقدمة من البرفيسور باري جرين مدير معهد إيمز ومبادرة إنشتاين القادمة لتنمية وبناء العلوم في إفريقيا إنجازات المعهد في هذا الاتجاه وقال: إن لدينا أكثر من 300 مرشح نختار منهم فقط 50 طالبا وهؤلاء الخريجون يعودون إلى دولهم بالماجستير والدكتوراه وبعضهم داخل المجال الصناعي حيث تكونت لديهم خبرات تراكمية متعددة للإسهام في مجتمعاتهم ومنحهم الفرصة لتحقيق أهدافهم. بعد ذلك قدم البرفيسور توني مكليفي عضو الأوفستد ورقة عمل حول منهجية مكتب المعايير البريطاني مشيرا إلى أن الأوفستد مسؤولة عن جودة الأداء في المدارس البريطانية بهدف توفير استقلالية ووضع منهج دراسي يفي بكل المتطلبات، وأضاف أن أسباب عمليات التفتيش التي يقومون بها تأتي استجابة لعدم رضا الناس والآباء عن أداء المدارس. بعد ذلك فتحت الجلسة للمناقشات والمداخلات من قبل الحضور من الجانبين الرجالي والنسائي.