شدّد منسق مجموعة التنمية البشرية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي مقيم تيمور على ضرورة إشراك الجهات الحكومية كافة في الجهود الرامية إلى تحقيق جودة التعليم، مشيراً إلى عدم وجود حلول سريعة لمشكلات التعليم. وقال تيمور خلال محاضرة بعنوان"جودة التعليم... المميزات والتحديات وأفضل الممارسات"ضمن فعاليات اليوم الثالث من المؤتمر الأول للجودة الشاملة في التعليم العام في الرياض أمس:"توجد تحديات أمام تحقيق الجودة، أبرزها التحقق من قدرات الطلاب الفكرية، ما يستدعي النظر إلى منجزاتهم ومتطلبات سوق العمل"، لافتاً إلى أن البنك الدولي أعد دراسات حول جودة التعليم في بعض الدول، وكانت نتيجتها أن التعليم لم يحقق مردوداً جيداً لتلك الدول، وكان هناك هدر للوقت والمال، وضعف ملموس في سد احتياج سوق العمل. وذكر أن البنك الدولي قدم ولا يزال يقدم مساعدات مالية في مجال جودة التعليم لبلدان في جميع أنحاء العالم، مقدراً ما صرفه في هذا المجال ب3 بلايين دولار. وأكد تيمور عدم وجود حلول سريعة لحل المشكلات، التي تعترض الجودة في التعليم، داعياً إلى إشراك الجهات الحكومية كافة في هذا المجال، ومضاعفة الدعم المالي. من جهته، تحدث نائب وزير التعليم الكندي الدكتور الكسندر ماكدونالد عن أهمية التعليم المبكر لدى الأطفال، مشيراً إلى أنه بات داعماً أساسياً للجودة في المجتمعات الحديثة. واستعرض تجربة بلاده في التعليم المبكر، التي طبقت على 2000 طالب في أعمار مبكرة، إذ جرى إنشاء مراكز تعليمية في مختلف المناطق لدعم التعليم المبكر، ودعمت التجربة بتفعيل مشاركة أولياء أمور الطلاب في رسم الخطة الدراسية، وإنشاء معهد متخصص لتدريب المعلمين الذين يدرّسون في تلك المدارس، وتوزيع الطلاب على مجموعات صغيرة، إضافة إلى رفع مستوى الدعم المالي لتحفيز المعلمين بفارق 20 في المئة عن غيرهم من معلمي التعليم العام، وكان من نتائج ذلك اكتشاف أن 19 في المئة يعانون من بعض الصعوبات، و20 في المئة يعانون صعوبات كثيرة في ما يخص التواصل مع الآخرين. وطرح ماكدونالد سؤالاً عن السياسات التي تدعم التعليم المبكر، ليجيب عنه بأن زيادة الدعم المالي والتحفيز يأتيان على رأس أبرز تلك السياسات. وذكرت حرم رئيس وزراء ماليزيا راعية"برنامج بريماتا نياجارا"الدكتورة داتن بادوكا منصور، في محاضرة خلال المؤتمر، أن المعرفة يمكن أن تكون دخلاً مثمراً للدول، لاسيما التي لا تملك مصادر طبيعية مثل سنغافورا وماليزيا وتايون، التي تمكنت من تحقيق جودة العملية التعليمية، في الوقت الذي لا توجد هناك مصادر طبيعية تسندها. وشددت على أهمية التعليم المبكر"التعليم المبكر له دور إيجابي في حياة الإنسان، والدول التي لا تهتم بالتعليم على الإطلاق تجد نفسها في آخر المطاف، بل ستسهم في حجب نفسها عن العالم بأسره، ومن هذا المنطلق كانت لماليزيا تجارب ناجحة في الاستثمار البشري كمصدر للبلاد"، مؤكدة أن التجارب الماليزية في التعليم تنبثق من مبادئ حاجات المجتمع نفسه، التي تحقق مبادئ أخلاقية سامية وفق احترام التنوع الثقافي والبشري. وأضافت أن التعليم في ماليزيا أسهم في حل بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، إذ اهتم بالطبقة الفقيرة في الأرياف وقدم لهم تعليماً جيداً، ما أوجد لهم فرص عمل أكثر. وعرضت منظمات عالمية تجاربها في مجال الجودة في التعليم. وتحدث الدكتور جانتن مورثي عن نموذج كايزن لنشر ثقافة الجودة. وشدّد على أهمية إشراك الأطرف المعنية بالجودة في التخطيط والتنفيذ لمعايير الجودة داخل المنظمة المستهدفة، وتوفير البيئة المناسبة لنجاح تطبيق خطط الجودة وتوافر العناصر كافة المؤدية للتميز وتحفيز العاملين. وأبرز أهمية متابعة عمليات التنفيذ والمراجعة المستمرة لخطوات العمل، لتحقيق أفضل النتائج على أرض الواقع في منظومة متكاملة مع سياسة المنظمات المستهدفة، لتطبيق الجودة في مجال التعليم العام. واعتبر مدير التعليم في منظمة oecd الدكتور إنرياس شلايشر، أن الجودة في التعليم لن تأتي من دون أن إشراك القطاع الخاص، ومساهمة فاعلة لجميع الجهات. وردّ مدير معهد إيمز للعلوم باري جرين على سؤال لأحد الحضور عن الجوانب الأساسية، التي يجب التركيز عليها خلال هذا المؤتمر بقوله:"يجب عليكم أن تركزوا على المقررات الدراسية، وذلك بهدف تطوير المهارات، وتفعيل المشاركات بشكل كبير".