(المتفائل هو من ينظر إلى عينيك والمتشائم هو من ينظر إلى قدميك) حكمة عالمية في رحلة الدراسة في بلد لا يشبه بلدك لاخيار لديك إلا أن تتأقلم مع هذه البلاد الجديدة لسبب مهم لأن ماتركز عليه تحصل عليه. فإذا ظللنا طوال الوقت نركز على السلبيات في المدينة التي نعيش فيها مع إنها ليست سلبيات إنما صور وسلوكيات لم نعتدها فإننا حسب مشاعرنا السلبية لا نحصل على ما نريد من العيش بسلام. والأفضل بدلا من الحكم على الجديد بأنه لا يناسبنا أن نعرض ذلك الجديد على العقل لنعرف مدى جدواه. عشت في مانشستر سنوات وقابلت أناسا من مختلف الجنسيات والديانات، وكل يوم أكتشف أن في مانشستر شيئا جديدا وجميلا ليس لأنها جميلة بل لأنني قررت أن أرى جمالها ولا أعير انتباها لأي وجه قبيح بها. المدن لها أكثر من وجه، ولذلك لا يتفق الناس أبدا على جمال مدينة أو قبحها ولا يتفقون على صفات الناس فيها لأن ذلك يتوقف على تجاربهم فيها الأكيد إن تجربتي في مدينة مانشستر تضمنت مواقف مختلفة لكنني دوما في الموقف السيئ كنت وما زلت أراه بإيمان مطلق وجها جميلا لم أره بعد، وأن ما أراه معكرا لصفو حياتي للحظات هو موجود لحكمة يعلمها الله. أما صديقتي المانشسترية فكانت دائمة التذمر من البريطانيين أطباعهم وأنظمتهم، كنت أتساءل لماذا لا أرى الذي تراه صديقتي لماذا جارتي العجوز طيبة أرسلت لي باقة ورد جميلة عندما سكنت منزلي وجارتها شكتها إلى الشرطة عندما كان لديها ضيوف أطالوا السهر عندها. ولماذا إذا ذهبت لتجديد الفيزا في مكتب «الهوم أوفيس» لا أتأخر بينما إذا ذهبت هي لتجديد فيزتها تتعسر أمورها فيفوتها القطار تارة وتتعطل كثيرا في الهوم أوفيس. هل أنا متفائلة وهي متشائمة؟ أم لأنني لاأركز على السلبيات فهي لا تعنيني فإن فاتني القطار رأيتها فرصة لأقرأ أكثر وأسترخي وإن أطلت الانتظار في مكتب تجديد الفيزا وجدتها فرصة للاسترخاء دون وجود الجوال المزعج بنداءاته ورسائله. نحن الطلاب المغتربين إن لم نر الحياة بمنظار التفاؤل فسوف نعيش التوتر لأن رحلتنا إلى النجاح وتحقيق الأهداف ليست سهلة فإن لم نتمسك بالإرادة فلن نستطيع أن نهزم المصاعب.