في يومٍ شعرتُ فيه بضيقِ شديد ! حتى شعرت أنّي أُريد أن أكتب ! أُريد أن أكتب و أكتب حتى تهدأ نفسي! . الدنيا لا تتغير الأرض هي الأرض والسماء هي السماء النهار يتلوهُ الليل والليل يتلوهُ النهار وكلٌ يعيشُ بأجلٍ مسمى اذاً ما الخلل، مَن الذي يتغير ولماذا نتغير وهل التغير مطلوب !؟ هل هو بأيدينا أم خارج عن سيطرتنا ! . حين يهبك الله القدرة على التأمل وقراءة ما تحت السطور وفِهم ما يجري حولك كما يقول المثل الشعبي المعروف "تفهمها و هي طايره" / ليس من عادتي التشاؤم أبداً وليس من عادتي أن أُركز تفكيري على السلبيات اعتدت أن أكون إيجابية ومُتفائلة مُتفائلة لحد السذاجة "ايه على النية" . لكن و لأول مره أشعر أنّي مخنوقة وروحي متعبة أريد أن أكتب فقط أريد أن أرمي ما على ظهري فقد أهلكني ثقله و حِمله . الوجوه المنافقة والضحكات المزيفة والكلمات المسمومة والعلاقات "المصلحجية" باتت تُرهقني جداً لا أستطيع التمثيل مثلكم وأتعجب كيف تتقنون أدواركم ! . كيف تضحك بوجهي اليوم وأنت من أكلت لحمي بالأمس !؟ كيف تُدير ظهرك لي بكبرياء وغرور وأنت الذي بالأمس أُكرمك وتكرمني !! وأنت الذي بالأمس تلجأ لي وتعتبرني ملاذك وحصنك اليوم تؤذيني ! . والمضحك ، حين يحتاجونك سِيعودون لك ضاحكين مستبشرين ! وعليك استقبالهم وإلا كنت أنت المخطيء! فكل ما يجري تحت السطور ! / لماذا ظنونهم السيئة أقرب لهم من حبل وريدهم وشريانهم !؟ لماذا ما أراهُ يُرهقني ويتعبني بين الاخوة والأقارب !؟ كبرياء في غير محله وتفاخر في غير محله وظنون سوء ! وأنا أحسن لا إنت أحسن ! منافسات غير شريفة وغيره غير محمودة وحسد، نعم حسد أراهُ قد أكل القلوب ! . لم أكن أدرك أنّي أعيش بقلب طفلة إلا اليوم ! فأنا لا أستطيع أن أمثل مثلكم لا أستطع أن أُنكر معروفاً قُدم لي ! لا أستطع أن أنسى فضل أحد علي ! سأظل أُحاول رد الجميل ما استطعت، ولن أنسى ولن أتكبر عليك، ولن أنكسر وأخضع لك أيضاً ! لكن ما أنا مُتأكدة مِنه، أنّي لن أطعنك من خلفك ! . . حين أُلآم بقلة تواجدي وبقلة مكوثي وبقلة اهتمامي باجتماعات الناس ، فأنا لا أجد ما يستحق أنّ أُطيل جلوسي لأجله ! ولأني أعود مرهقة وبقلب مُحطم، لأنّي أفهم مالا يقال وأفهم مالا يُحكى دون قصد منّي أن أفهم ! رغم أنّي أتجاهل كل ما أشعر به وأقول لنفسي "ركزي على الأمور الجيدة" إلا أنّها تبقى في القلب فأجدها مع مرور الوقت تتعبني ! . حتى يضيق بي الكون دون أن أعرف السبب ؟ فأختلي بنفسي وأترك لها المجال بأن تقول كل شي لله وتتعجب وتبكي حتى تهدأ وتضحك ! . . أُشفق عليهم ! حين أرى من تصرفاتهم غِلٌ مكنون وغِيره ! حين أسمع همساتهم بالقيل والقال ! أُريد أن أقول لهم ارحموا أنفسكم فأنا أضع رأسي على وسادتي وأقول: قد عفوت يارب وزدني تجاهلاً وقوة ! . . نحن نتغير ! والتغيير هو سنة الله في خَلقه ! تتغير أفكارنا ،نتعلم ،نتجدد، نستطيع كل يوم أن نعيش أفضل ! . . " نعم أتغير ، فالعمر يتقدم والعقل ينضج ، والفكر يتسع والحق يتضح ، فلماذا لا أتغير ؟! "* هؤلاء من أرهقوا قلوبهم بالنفاق أدعوكم للتغير حتى تروا جمال الحياة ! . . الخير موجود ، وما عايشته لايمكن أن نحكم به إلا بالتخصيص ! . وخير من قال " الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " بقلم أ.هنادي العتيبي