سررت وأنا اطالع الخبر المنشور في الصحف الذي كشف عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزز آل سعود - رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار- المتضمن إفادته بصدور الأمر السامي الذي يقضي بأن تكون جميع هدايا الدولة من المصنوعات التراثية المحلية.. مشيراً إلى أن القرار يأتي بناء على ما رفعت به الهيئة في وقت سابق، وأن الموضوع لاقى تأييداً من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني - حفظهم الله - وقال سموه: إن الهيئة ستعمل مع جميع الوزارات، والجهات الحكومية على طرح منظومة من الهدايا التي نتعاون على تقديمها في جميع مناطق المملكة. ولقد كان مصدر السعادة والسرور لهذا الخبر سببين، أولهما: التأكيد على أن الفكرة صائبة ومنتظرة وهي تخليد لتراثنا وموروثنا، وفرصة للتعريف به أمام الآخرين، والنخب المتميزة، سواء لمن يزورون المملكة أو من يتم زيارتهم في الخارج، والمبعث الآخر للسرور، أنني طرحت هذه الفكرة غير المسبوقة في إحدى المقالات، وناشدت الجهات المسؤولة بتبني هذه الفكرة، ومما قلته من قبل لم نكتف بثقافة الدروع في مجتمعنا المحلي، بل نقلناها معنا في مشاركاتنا الخارجية، وليت هذه الدروع ترمز إلى تراثنا، أو إلى شيء من تاريخنا، أو هو أنموذج مصغر، ومجسم لمعالم دينية أو تاريخية أو حضارية، وإنما هي ألواح أو صفائح صنعت في الصين، أو في غيرها من البلدان، ولا يربطها بنا سوى الاسم المدون عليها، وبالمناسبة فقط، علماً بأنه من قبيل المال المهدور الذي لا معنى له البتة، وهذه العدوى لا تقتصر على جهد دون آخر، فنراها في كل مناسبة، وفي كل حفل، ولدى كل جهة.. والأدهى والأمر من ذلك أنها في الأوساط الثقافية من الجامعات، والأندية الأدبية، فعلى سبيل المثال، حينما يرغب النادي الأدبي أو الجامعة تكريم أشخاص من العاملين، والضيوف.. يقدمون الدروع كالمعتاد، في حين كان من الأولى أن يقدم للضيف المكرم أو الرجل العامل أو المرأة العاملة نسخ من النتاج العلمي والأدبي لهذه المؤسسة الثقافية، مقرونة بخطاب شكر، أو ما يناسب الحدث والمناسبة). هذا جزء من المقالة ومن المقترح الذي عرضته في وقت سابق، وتحديداً في المقالة المنشورة في هذه الزاوية بعنوان: (دروع) وقد تبنت الهيئة العامة للسياحة والآثار مشكورة هذه الفكرة، ورفعت عنها للمقام السامي الكريم، وصدرت التوجيهات الكريمة بأن تكون جميع هدايا الدولة من المصنوعات التراثية المحلية، وتحقق الهدف، ولله الحمد. خاتمة: الصحافة عين المجتمع، تتلمس دائماً كل ما يعود بالخير والمصلحة، والعاملون في الصحافة حينما يعرضون عن قضية، أو يتبنون موضوعاً، ويجدون التجاوب من أهل الشأن، فإن سعادتهم لا تقف عند حدود التجاوب السريع.. وإنما تحقق الهدف الأسمى بتبني الموضوع والعمل به.