انهمرت القنابل والصواريخ على العاصمة الأفغانية ومدن رئيسية أخرى في باكستان لليلة الثانية على التوالي مع استنئاف الولاياتالمتحدة حربها على الإرهاب ضد أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه ولمعاقبة حركة طالبان الحاكمة التي تؤويه، وترددت أصوات المدافع المضادة للطائرات في أنحاء متفرقة من كابول قبيل الفجر أمس الثلاثاء، وأفاد شهود بأنهم سمعوا أصوات طائرات في السماء أعقبتها انفجارات ضخمة، وقال مراسل قناة الجزيرة التلفزيونية القطرية في كابول أن الغارة استهدفت مواقع للرادار في مطار العاصمة، وأضاف أن من المعتقد أنها دمرت موقعا للرادار، وكانت المدافع المضادة للطائرات قد فتحت نيرانها فوق كابول يوم الاثنين قبل وقت قصير من بدء سريان حظر التجول الليلي في الساعة التاسعة مساء بينما كانت الطائرات الحربية والصواريخ تزأر في سماء المدينة، وأفاد شهود بوقوع أربعة انفجارات على الأقل في تلك الغارات لكن بسبب حظر التجول فإنه كان من المتعذر تحديد حجم الأضرار أو الخسائر البشرية، وفي واشنطن قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد ان 15 طائرة شاركت في غارات أول أمس وأن عددا مماثلا من صواريخ توماهوك كروز اطلقت من سفن في بحر العرب، ويبلغ ثمن الواحد من هذه الصواريخ أكثر من مليون دولار وهو ما يعني ان تكلفة صواريخ كروز التي اطلقت على أفغانستان في ليلتين تقترب من إجمالي ميزانية طالبان للعام الماضي التي بلغت 90 مليون دولار، وتركزت الغارات التي شنت ليل الاثنين على المنطقة الواقعة حول مطار كابول وعلى منطقة تعرف باسم جبل التلفزيون الذي يعلوه هوائي للبث الاذاعي والتلفزيوني، وانقطعت الكهرباء على الفور وتوقف بث إذاعة صوت الشريعة التابعة لحركة طالبان، وقال أحد الشهود «الانفجارات كانت أضخم بكثير من الليلة قبل الماضية»، ولم يعرف مصير الهدف الرئيسي للغارات وهو أسامة بن لادن الذي تقول واشنطن انه مدبر الهجمات الانتحارية التي وقعت في نيويوركوواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر ايلول والذي تسعى الى القبض عليه «حيا أو ميتا»، وزادت الضربات من لهجة التحدي التي تبديها طالبان، وقرر اجتماع طارئ لمجلس الوزراء تعزيز المواقع العسكرية في مواجهة الهجمات، ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الأفغانية عن أمير خان متقي المتحدث باسم مجلس الوزراء قوله «قررنا أن نقاوم بكل قوة الهجمات الامريكية البريطانية»، وأعلن مجلس الوزراء انه ليس هناك أي تغيير في سياسة طالبان من أن ابن لادن ضيف في البلاد وأن الحركة تريد أن ترى أدلة قبل تسليمه، وقال متقي «ليس هناك أي تغيير في سياستنا بشأن أسامة، ، ، إننا نؤمن دائما بالمفاوضات»، وقالت الوكالة ان مدينتي مزار الشريف وقندوز بشمال أفغانستان تعرضتا أيضا للقصف، وتقع المدينتان على مقربة من منطقة تحتشد فيها قوات التحالف الشمالي المناهضة لطالبان،