السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحية طيبة وبعد تابعت باهتمام الحوار الذي نشرته العزيزة خلال الأيام الماضية بين الأخ محمد القصير والأخ نايف الدعجاني، بخصوص مجمع الأمير سلطان ببريدة، وتحويله الى مركز للموهوبين، واعتراض الأخ نايف على هذه الفكرة وقوله بمخالفتها لأسس علم التربية الحديثة، وأعجبني كثيراً حماس القصير للفكرة وإيمانه العميق بجدواها وأن التجربة أمر ليس مكروهاً وقد تولد مشروعاً عظيماً يكون بذرة تتبعها نتاجات مماثلة، والقصير ينطلق في حديثه ولاشك من إطلالة مباشرة على الميدان التربوي وربما يكون هو الأقدر من الأخ الدعجاني على قياس مدى فاعلية وأهمية هذه الفكرة، التي وجدت من رجال التعليم في المنطقة الاهتمام والأخذ بالمبادرة لتنفيذها وهي سابقة تسجل لهم ولاشك. ولن اتناقش مع الأخوين فيما دار بينهما من حوار ذلك أني سأتحدث عن بعض المقترحات التي تزيد من توهج الفكرة وحصول الفائدة المرجوة. فمما لايشك فيه أن الله زرع في نفس كل إنسان موهبة يتميز بها عن أقرانه، وليس بالضرورة أن تكون الموهبة حسية أو ملموسة، بل ربما تكون على هيئات مختلفة، وكثيراً ما كان الحديث يدور عن أهمية البحث عن هذه المواهب وتنميتها والأخذ بيدها صوب مرافئ التفوق، ولكن في حالة مجمع الأمير سلطان لا أعلم هل المقصود بالفكرة هم «المتفوقون» أم «الموهوبون»؟ فليس بالضرورة أن يكون كل متفوق موهوباً!! وأرى هنا أن المجمع قد أخطأ حينما حصر بقاء الطلاب من عدمه في حصولهم على تقدير ممتاز، قد يكون من الموهوبين من يقل تقديره عن ذلك، وهنا قد نخسر موهوباً بحاجة للتنمية والإبراز، وهذه نقطة مهمة أرجو أن تقف عندها الإدارة ملياً، وتحديد الهدف العام.. هل هو مركز للمتفوقين.. أم للموهوبين؟ وحسبي أن الجميع يلمس ما بينهما من فرق، وأختلف بشأن ضرورة أن يكون الموهوب مرتاحاً نفسياً في ظل عدم إثقاله بدروس إضافية أمر لابدأن يؤخذ في الحسبان، ثم انه يجب التنويه أن اليوم الدراسي لوحده لن يحقق شيئاً من هذه البرامج في ظل ازدحام الأنصبة للمدرسين، وكثرة حصص اليوم الدراسي، ولو تم بهذا الشأن تكرار تجربة بعض المدارس الأهلية في استقبال الطلاب في الفترة المسائية وفق استراتيجية معينة، يتم من خلال تلك الساعات تنمية مدارك ومواهب الطلاب وبالتأكيد أن الجو حينها سيكون أفضل للتقبل وإبداع الطالب، خارج نطاق اليوم الدراسي، وتجربة بعض المدارس الأهلية يجب أن تكون منظورة للاستفادة منها، خاصة أنها كانت تحظى بقبول وتشجيع واهتمام من أولياء الأمور، بل ان منهم من ألحق ابناءه في مدارس أهلية لهذا الغرض، وبالطبع فإن فكرة اليوم المسائي تحتاج لتنظيم خاص وجهد كبير، أرى ألا يتم حصر تنفيذها فقط بمعلمي المجمع فقط، بل يتم استقطاب كل من لديه القدرة للمشاركة من المدارس الأخرى، فهي ستفتح للمسؤولين فرصة مناسبة للتعرف على المواهب في إطار التخطيط والتنفيذ في أمور رعاية المواهب، وذات الشأن أقوله بخصوص المعلمين الموجودين في الفترة الصباحية فيجب أن يكونوا ممن يستفاد منهم، وكما تعمل إدارة التعليم على استقطاب الطلاب الموهوبين، فالمعلم الموهوب الذي يرعى أولئك الطلاب هو الأهم،، إذ ان بعض المعلمين وهم كثر وللأسف ينفذون الجانب التعليمي البحت فقط مع الطلاب، وربما يغفلون مع ذلك الجانب التربوي أو جوانب تنمية المعارف الخاصة للطلاب، ومما يؤكد ذلك.. شكوى رواد النشاط الدائمة من عدم تعاون المعلمين معهم في أمور جد بسيطة!! ختاماً، أعلم أن في الإدارة العامة للتعليم في القصيم، أناساً يحترقون ويبذلون الكثير لأجل تحقيق ما يطمح إليه بخصوص الطلاب من تربية صالحة، وعلم نافع، ومعرفة مفيدة، وما هذه المقترحات إلا من باب العون والمساهمة بالرأي لهم، آملاً أن يكون فيها ما يفيد. ولا أنسى أن أشيد بعزيزتي الجزيرة التي تحتضن كثيرا أطروحات تربوية وتعليمية تساهم ولاشك في خلق أجواء مناسبة للعمل والإبداع حينما يستفيد منها العاملون في ميدان التربية والتعليم. تركي بن منصور التركي الكلية التقنية ببريدة